هواة صيد الأسماك عند إحدى ضفاف القرعون (شوقي الحاج)
تراجع منسوب مياه بحيرة القرعون إلى حدود 54 مليون متر مكعب، من أصل كمية قليلة جمّعتها البحيرة في العام المطري الحالي، لم تلامس 60 مليون متر مكعب، في مقابل نسبة عالية من المياه سجلت في العام الماضي، زادت على 200 مليون متر مكعب، أي بنسبة تزيد على 95 بالمئة من سعة البحيرة القصوى، وهي في حالات الذروة والبالغة 222 مليون متر مكعب.
تراجع المنسوب يعود إلى قلة المتساقطات الشتوية، ونضوب مياه الينابيع، وانخفاض كمية المياه المخزنة في باطن الأرض، وقيام المزارعين بشفط مياه المسيلات الخفيفة، المنسابة نحو مجرى الليطاني، وبالتالي التجمع في البحيرة، لريّ مشاريعهم الزراعية. الانخفاض في معدل كميات المياه في البحيرة، أدى إلى توقف عملية ريّ السهول الزراعية الممتدة من القرعون وحتى كامد اللوز مروراً ببعلول ولالا وجب جنين وغيرها، إلى جانب تراجع إنتاج الطاقة الكهربائية، الى حدود 2-3 ميغاواط، من أصل الحاجة الأصلية لتغطية البقاع الغربي، والتي تبلغ 15 ميغاواط، مع الإشارة إلى أن خزين الاحتياط من المياه في البحيرة من عام إلى عام، لا يجوز أن يتدنى عن 36 مليون متر مكعب.
مدير معمل مركبا المهندس محمود الحاج أكد أن منسوب المياه في البحيرة، وصل إلى حدود 60 مليون متر مكعب، مقابل 200 مليون متر مكعب في العام الماضي في مثل الفترة الحالية، أي بانخفاض حوالي 160 مليون متر مكعب، عن معدله الأقصى في حالات الذروة أي 222 مليون متر مكعب، لافتاً إلى توقف موسم ريّ المزروعات في السهول والأراضي الزراعية الممتدة من القرعون حتى جب جنين وكامد اللوز، بسبب انخفاض كمية المياه التي تحويها البحيرة، وتراجعها باستمرار نتيجة استهلاكات يومية من المياه، لاستخدامها في إنتاج الطاقة، وفي المقابل يتولى المزارعون وأصحاب المشاريع الزراعية ريّ أراضيهم، من خلال الآبار الارتوازية، أو المجمعات والبرك المائية.
ولفت الحاج إلى أن كمية المياه القليلة في بحيرة القرعون، لا تكفي لريّ المزروعات وتوليد الطاقة، في الوقت الذي كنا فيه نستطيع تأمين الطاقة الكهربائية الكافية للمنطقة بقوة 10ميغاواط، وكنا قادرين على الاستغناء عن مؤسسة كهرباء لبنان، إنما اليوم وأمام هذا الواقع المستجد نرى أن مؤسسة كهرباء لبنان، لا تمتلك القدرة على تغطية حاجة المنطقة بالتيار، موضحاً أن هذه المستجدات على صعيد انخفاض معدلات تجمع المياه، أدت إلى ارتفاع ساعات التقنين، وتقلص ساعات التغذية بالتيار لمنطقة البقاع الغربي الى حدود تتراوح بين 10- 12 ساعة في الأربع والعشرين ساعة.
وفصّل الحاج حاجة المنطقة الى القوة الكهربائية فأكد أن خط (مخرج) مشغرة يحتاج إلى 9 ميغاواط، وخط (مخرج) سحمر يحتاج إلى 6.5 ميغاواط، أي أن قرى وبلدات البقاع الغربي التي تتغذى من معمل مركبا، تحتاج إلى 15.5 ميغاواط لتغطيتها، إنما ما ننتجه نحن اليوم فهو 2.5 ميغاواط، مقابل استهلاك يومي من المياه يزيد على 130 ألف متر مكعب، لإنتاج هذه الكمية القليلة من الطاقة في الـ24 ساعة.
وأكد المهندس الحاج أننا بحاجة إلى كمية من المياه يومياً تقدر بـ 130 ألف متر مكعب، فإذا احتسبناها بـ 30 يوما في الشهر وعلى مدى 7 أشهر، من شهر أيار حتى تشرين الثاني، فإن الكمية المطلوبة تساوي 27 مليون متر مكعب من المياه المصروفة لتوليد الطاقة وتأمين حاجة المنطقة الى الكهرباء، يُضاف إليها كمية تبخير تساوي 9 ملايين متر مكعب خلال فصل الصيف، فيصبح المعدل 36 مليون متر مكعب، مع ضرورة الحفاظ على الاحتياط المائي في البحيرة، والذي لا يجوز أن يتدنى مخزونه في البحيرة عن 36 مليون متر مكعب. ولفت الحاج إلى أن هذه الأرقام تدل على أن معدّل تخزين المياه في البحيرة، قد تدنى إلى حدود 24 مليون متر مكعب كخزين للسنة المقبلة.
وأوضح الحاج أن أي زيادة في إنتاج الطاقة عن 2 إلى 3 ميغاواط، من أجل تغطية حاجة المنطقة القصوى بالتيار الكهربائي، قد تنعكس سلباً على مخزون المياه في البحيرة وتصيبها بالأضرار، لافتاً إلى أن كمية المياه الموجودة في البحيرة، قد لا تكفي في حال زيادة إنتاج الطاقة الكهربائية سوى لشهر واحد، لا سيما أن منسوب المياه في البحيرة، لا يزيد على 54 مليون متر مكعب.
وشكا المهندس الحاج، من عدم الاستجابة في معالجة التقنين أو تخفيفه وليس إلغاءه من قبل «مؤسسة كهرباء لبنان»، بعدما تجاوز معدل ساعات التقنين 12ساعة يومياً، مؤكداً أن هذه الأزمة تطال مصالح ومؤسسات المواطنين وتعطل القطاعات الإنتاجية، وتنعكس سلباً على الاقتصاد الوطني، فضلاً عن معاناة المواطنين أمام صيفٍ حار.
رئيس بلدية القرعون المهندس يحيي ضاهر، رأى أن قطاع السياحة المائية في البحيرة أصيب في الصميم، بحيث من الصعوبة بمكان حركة المراكب السياحية فوق مياه خفيفة، أما لناحية صيادي الأسماك، فأكد انهم يرتادون البحيرة بصورة متقطعة، لممارسة هوايتهم.
قطعان الأغنام تلاحق المياه في البقاع الغربي (شوقي الحاج)
تعليقات: