حياة المرأة في التشريع المسيحي
المرأة هذا المخلوق تحمل من الإهانات والذل ما لم يستطع على تحمله اي كائن حي وحتى الكائن الجامد ، ولنأخذ مثلا الحجر اذا ما ضربت عليه بآلة حادة تكسر وتفتت ، ولكن المرأة ما زالت صامدة في وجه الذل والتحقير الى يومنا هذا ، بالرغم من مساواتها بالرجل في الرسالات السماوية الثلاث ، إلا ان رجال الدين حرفوا تورات سيدنا موسى عليه السلام وكذلك إنجيل سيدنا عيسى سلام الله عليه والذي جاء متمما الى التورات ، والقرأن الكريم الذي ختم الله به رسالاته ، ولم يتمكن رجال الدين من التحريف إلا ان البعض اجتهد بوجود النص ، وهذا ما سنتطرق له عند الجزء الخاص في حقوق المرأة في الإسلام .
المرأة في ظل العصر المسيحي لم تكن أفضل حظاً مما سبقها من الحضارات ، بالرغم من أن السيد المسيح سلام الله عليه ، قد أوقف رجم المرأة بدون ذنب ثابت ، ورسالته لم تتعرض للقضايا الحقوقية للمرأة وأبقى الى حد بعيد القوانين اليهودية بإعتباره امتدادا لها .
وفي اللاهوت المسيحي أيد ما جاء به السيد المسيح ( ع ) مساواة الرجل والمرأة في الحقوق والواجبات ، استنادا الى تعاليم يسوع في المساواة بين الجنسين ، والدليل على هذا مظاهر التكريم ورفع شأن المرأة هو التكريم الخاص الى سيدتنا مريم العذراء سلام الله عليها .
بالرغم من هذا ، فإن الأمر لم يرق للرهبان والقسيسين فحملوا المرأة تبعة الهبوط من الجنة بأن اغواها الشيطان وهي بدورها أغوت آدم ، فأكلا من الشجرة المحرمة ، والله سبحانه وتعالى قال لهما اهبطوا جميعكم ولم يقل الى حواء أهبط ، ومن ثم الى آدم .
بعد انتقال السيد المسيح ( ع ) الى السماء ابتدأ التسلط على المرأة من جديد ولكن هذه المرة عن طريق الكنيسة حيث كان يعتبر بولس ان النساء أقل منزلة من الرجال وفي هذا قال :
" لتصمت نساؤكم في الكنائس ، لأنه ليس مأذونا لهن في الكلام بل أمرن أن يخضعن للطاعة ، "
هكذا تأمر الشريعة فإن أردن ان يتعلمن شيئاً ليسألن رجالهن في المنزل ، لأنه من المعيب للمرأة ان تتكلم في الكنيسة " .
وقال في موضع آخر :
" لا اسمح للمرأة ان تتعلم ولا ان تغتصب السلطة من الرجل ولا تتسلط وعليها ان تبقى صامتة لأن آدم كون اولا ، ثم حواء ، ولم يكن آدم هو الذي انخدع بل المرأة انخدعت فوقعت في المعصية"
ويقول أيضاً جاء في إنجيل متى :
" من طلق امرأته فليعطها كتاب طلاق ، واما انا فأقول لكم : إن من طلق امرأته إلا لعلة الزنا يجعلها تزني ، ومن تزوج مطلقة فإنه يزني " .
وقال في مكان آخر :
" ولأن الرجل لم يخلق من أجل المرأة بل المرأة من أجل الرجل " وفي هذا تفضيل الرجل على المرأة وجعلها خادمة له .
ومن إذلال المرأة وإهانتها وازدراؤها لم يتركوا القسيسين موقعا إلا وتناولوا فيه المرأة ومنها وعلى سبيل المثال:
اذا تبرجت المرأة وكشفت شعرها يحلق رأسها " اذ المرأة إن كانت لا تغطي فليقص شعرها ، وإن كان قبيحا بالمرأة ان تقص او تحلق فلتتغط .
اذا أرادت المرأة الدفاع عن زوجها وحدث أن لمست عورة الآخر تقطع يدها بلا شفقة .
حرق المرأة الزانية ولو كانت بكرا ." واذا تدنست ابنة كاهن بالزنى فقد دنست أباها ، بالنار تحرق .
وهذا يعني حتى ولم تكن متزوجة وليس هناك شهود على زناها فإنها تحرق .
ومن هذا فقد أعطي الرجل سلطة مطلقة في حال الشك والبغض لزوجته فيتهمها بالزنى ، ترجم المرأة وتحرق .
سوف نكمل ما تقدم من اضطهاد المرأة المسيحية وإهانتها وما زال في الجزء الخامس .
والله ولي التوفيق
* الحاج صبحي القاعوري - الكويت
الجزء الأول من موضوع "المرأة قبل الإسلام وبعده" للكاتب صبحي القاعوري
الجزء الثاني من موضوع "المرأة قبل الإسلام وبعده" للكاتب صبحي القاعوري
الجزء الثالث من موضوع "المرأة قبل الإسلام وبعده" للكاتب صبحي القاعوري
تعليقات: