أرحّب بالحضور الكريم وأخصّ بالترحيب حضرات أساتذة المدارس والطلاب
إعتاد الناس حضور لقاءات ومحاضرات حول توقيع ديوان أو كتاب لأحد الأدباء أو خطبة سياسية وغيرها من الموضوعات ولكن أن يتلقوا دعوة لحضور لقاء حول الخط العربي فنّ وحضارة فهذا أمر لا يخطر على بال أحدنا وكأن الخطّ مولود نكرة لكنني أقول لكم لا فالخطّ له أربابه إنه المعبر عن حضارات الشعوب.
وهو حلي تصوغه اليد من تبر القلب، بنور الخطّ تبصر الحكمة والقلم أحد اللسانين، وهو المخاطب للغيوب.
وحسن الخطّ يناضل عن صاحبه ويساعده في الوصول إلى غايته، والخطّ أبين للحظ وإذا كان الحسن لسان الكمال والعقل لسان الحسن واليد لسان العقل فإن الخطّ هو لسان الكل.
وسئل بعض الكتاب عن الخطّ: متى يستحق أن يوصف بالجودة؟ فقال: إذا اعتدلت أقسامه وطالت ألفه ولامه واستقامت سطوره وضاهى صعوده إنحداره وتفتحت عيونه ولم تشبه راءه نونه وأشرق قرطاسه وأظلمت أنفاسه ولم تختلف أجناسه وأسرع إلى العيون تصوره.
الخطاط علي عاصي:
إسم لمع في عالم الخطّ العربي، طوّع القلم بإستقامة سطوره، واهتمّ بصعوده وإنحداره فلو كان نباتاً لكان زهراً ولو كان معدناً لكان ذهباً أو مذاقاً لكان حلواً أو شراباً لكان صفواً.
أبصر النور في بلدة أنصار الجنوبية عام 1946 .
لم يشغله شيء في الحياة كلها كالخطّ، كان هاجسه الوحيد مذ كان في الخامسة من عمره، عندما أرسله والده ليتعلّم القرآن ، وكان طلب والده أن يعلّمه كتابة إسمه الشرارة الأولى له في عالم الخطّ إذ قال له والده وكان طويل القامة ذا صوت عسكري "علّمني كيف أكتب إسمي" فخاف منه وعلّمه في اليوم التالي فقال له: حسّن خطّك، فأدرك أن خطّه مراقب فصار يحسّن خطّه.
لقي الخطاط عاصي إهتماماً كبيراً بالخطّ من قبل معلميه في الصفوف الإبتدائية.
في عام 1962 إنتقل إلى دار المعلمين في صيدا وشاهد اللافتات على الجدران فصارت مساحة الهواء المطلوبة لمعرفة الخطّ أكبر.
وقد أسهم في نمو معرفته إنتشار الصحف التي بدأ يراقب خطوطها وعمل خطاطاً في معظم الصحف اللبنانية.
نقلة نوعية سجّلت أثرها في حياة عاصي عندما إنتقل إلى بيروت والتحق بمدرسة "التضامن" في برج البراجنة حيث شجعه مديرها على ممارسة التخطيط.
حصل على إجازة في التاريخ، عرّج على معهد الفنون الجميلة ودرس المسرح والرسم والتصوير لكنّه ركّز على الخطّ واحترافه إلى أن أتى الكمبيوتر وخرّب كل شيء غير أن أستاذنا لم يستسلم، فهو أستاذ مادة الخطّ في الجامعة اللبنانية والجامعات الخاصة والجامعة الأميركية وجامعة LAU ،أقام دورات لتعليم الخطّ العربي في المدارس والجامعات.
نفّذ الكثير من خطوط أغلفة الكتب وعمل مستشاراً فنياً لعدة دور نشر في لبنان، له سلسلة دفاتر لتعليم الخطّ العربي في المدارس الرسمية والخاصة، شارك في معرض الخطّ العربي في بعقلين وفي اليمن، تجاوزت شهرته العالم العربي إلى أوروبا وأميركا واليابان والهند.
أحب أن يخرج الخطّ الغربي من عقاله التقليدي ورأى الناس يبحثون عن كل ما هو غريب عنه، لم يعرّ الجيم من نقطتها ولا حرف الزاي ولا السين من أسنانها يريد تطويعها فقط.
لقبه " شيخ الخطاطين".
* كلمة فاديا عواضة في اللقاء مع الأستاذ علي عاصي في نادي الخيام الثقافي الإجتماعي
تعليقات: