الكاتب محسن محمد علي خريس
كغيره من أبناء الخيام، سافر أحمد الى البرازيل بدعوة من أحد أقاربه،
وبعد الكثير من المعاناة والجد والتعب تمكن من أن يفتتح لنفسه متجراً في (أوبرلانديا) احدى مدن مقاطعة (غواياس).
وغيره عن محلات التجزئة، كان متجر أحمد كبيراً وفيه تشكيلة واسعة من الملبوسات منها الرجالي والنسائي والولادي اضافة الى ألأقمشة وألأحذية وغيرها.
وبعد فترة لاحظ أ حمد سيدة برازيلية تتردد كثيراً الى متجره وقد عرف من احدى العاملات لديه ان اسمها ماريا.
ارتاب أحمد من تصرفات ماريا وأخذ يراقبها الى أن اكتشف أنها تقوم بوضع بعض الأغراض في محفظتها الخاصة وتضع بعض الملبوسات التي تنتقيها في السلة الخاصة بالمحل، وكان ينتظرها حتى تصل الى الصندوق للمحاسبة فيقوم باضافة بعض الأغراض على الفاتورة وكان بتغاضى عن السرقة خشية افتعال مشكل في المحل بوجود العمال والزبائن مما يؤثر في تجارته وحفاظا على شعور ماريا وعدم احراجها ضناً منه انها يمكن أن ترتدع خاصة وانها تعرف انه أضاف بعض ألأغراض على الفاتورة.
في أحد ألأيام دخلت ماريا المحل ومعها شنطة كبيرة فأخذت الوعاء الخاص بالمحل وراحت تنتقي ألأشياء فتضع بعضها بوعاء المحل والبعض الآخر في شنطتها، فاحتار أحمد في أمره وأخذ يفكر بكيفية استرداد بضاعته دون احداث فضيحة للمرأة
وعدم احداث بلبلة في المحل , ولما رآها تضع المحفظة على الأرض بغية انتقاء بعض الأغراض تقدم منها وبحركة تبدو عفوية تعثر بالمحفظة فانقلبت على الأرض فاعتذرأحمد بلطف وبدلاً من أن يمسك الشنطة بمسكتها في الأعلى امسك بها من الأسفل وأفرغ كل محتوياتها على ألأرض من ثم أخذ يساعد المرأة فكان يعيد ألأغراض الخاصة بها الى الشنطة ويعيد أغراضه المسروقة الى اماكنها.
ذهلت ماريا من تصرفه وأحرجت كثيراً ولم تنبس ببنت شفة فاعتذرت بصوت خافت وحملت شنطتها وخرجت مسرعة من المحل وهكذا استطاع أحمد أن يضع حداً لماريا بطريقة لبقة.
* محسن محمد علي خريس
موضوع ذات صلة:
من نوادر الإغتراب الخيامي في البرازيل: قصة «محمود وجواو»
تعليقات: