الكاتب الحاج صبحي القاعوري
حياة المرأة في التشريع المسيحي
سوف نختصر كثيرا عن إذلال المرأة المسيحية في الكتاب المقدس وما ورد في الجزء الرابع يعطي فكرة كاملة للقارئ وهنا سنورد قليلا عن هذه المعاناة .
لقد ورد في الكتاب المقدس :
يحق للرجل بيع ابنته " اذا باع رجل ابنته ، فإنها لا تطلق حرة كما يطلق العبد "
وجاء أيضاً في الكتاب المقدس :
" إلزام المرأة المتوفى زوجها ان تتزوج اخو زوجها " .
وجاء أيضاً عن الميراث ، بأن الأنثى لا ترث إلا عند فقد الذكور .
ولم تنجو المرأة المسيحية حتى من المجتمع المدني من اتخاذ مواقف متشددة في حقها ، حيث اجتمع الأوروبيون في القرن الخامس الميلادي ، مؤتمر ( ماكون ) لبحث في مسألة ، هل المرأة مجرد جسم لا روح فيه ؟ ام لها روح ؟
لقد خرج المؤتمرون بنتيجة أن جميع النساء المسيحيات سوف يدخلن جهنم بقوله :
" إنها خالية من الروح الناجية من عذاب جهنم ، ما عدا أم المسيح " .
وفي عام 586 م عقد الفرنسيون مجمعا لدراسة ما اذا كانت المرأة إنسانا ًاو غير إنسان ، وبعد نقاش طويل تبين للمجتمعين أن المرأة يمكن ان تكون انساناً ، ولكنها مخلوقة من أجل خدمة الرجل فقط، ومن اجل راحته هو فحسب .
ومن الإهانات والإذلال للمرأة في أوروبا وحتى القرن الحادي عشر كانت تعطي للزوج الحق في ان يبيع زوجته، فجعلت حق الزوج قاصرا على الإعارة والإجارة وما دونها ، وفي إنجلترا يسمح القانون ببيع الزوجة حتى سنة 1805 م ، وكان الثمن محددا بست بنسات آنذاك ، كما وان كتب التاريخ تذكر بأن الكنيسة نفسها كانت تبيع النساء ، وفي حادثة تقول ان احدى الكنائس البريطانية باعت امرأة ب ( شلنين ) لأنها كانت تعيش عالة في بيت الرب .
وفي إنجلترا أيضاً حرم الملك " هنري الثامن " على المرأة الأنجليزية قرأة الكتاب المقدس ، وبقيت النساء حتى عام 1850م غير معدودات من المواطنين ، وظللن هكذا حتى عام 1882م ليس لهن حق التملك ، كما ان شخصية المرأة في إنجلترا محجوبة بشخصية زوجها ولم يرفع عنها هذا الحجر إلا بحلول عام 1870م ، وبعد هذا صدر قانون عام 1883م بأسم ملكية المتزوجة ، وبمقتضاه رفع هذا الحجر .
بالرغم من ان بعض الدول الأوروبية رفعت الحجر عن النساء بموجب قوانين وضعية إلا ان معظم الكنائس ما زالت تتماشى عمليا بأن المرأة أقل مكانة من الرجل وهي مخلوق من اجله .
والقوانين الوضعية لم تغير نظرة أوروبا النصرانية التي كانت تنظر الى المرأة على انها أقذار ، وكانت تنظر الى الرجل كضحية والى المرأة كمغوية .
لقد حاول العالم الغربي وبذل الكثير من الجهد في القرن العشرين ليتجاوز احتقار النساء ، إلا إن هذا الإحتقار لا يزال ثابتا في الكنيسة .
وهذا يعني بأن النصرانية لم تكن تاريخيا في صف النساء ، اذ كانت المرأة في كثير من الأحيان لا قيمة لها ولا وزن ، وكانت تحتل مكانة سيئة في المجتمع ، وبقي هذا الأمر ملازماً للمسيحية منذ السنين الاولى بعد السد المسيح عليه السلام وحواريه وحتى يومنا هذا .
نكتفي في هذا القدر من تسليط الضوء على حياة وحقوق المرأة المسيحية المسلوبة وما زالت في الكنيسة الى يومنا هذا .
نرجو الله ان نكون قد وفقنا فيما قدمناه للقارئ ، ونسأله تعالى التوفيق في تقديم معاملة المرأة في ظل الجاهلية وفي ظل الإسلام في الأجزاء القادمة .
* الحاج صبحي القاعوري - الكويت
الجزء الأول من موضوع "المرأة قبل الإسلام وبعده" للكاتب صبحي القاعوري
الجزء الثاني من موضوع "المرأة قبل الإسلام وبعده" للكاتب صبحي القاعوري
الجزء الثالث من موضوع "المرأة قبل الإسلام وبعده" للكاتب صبحي القاعوري
الجزء الرابع من موضوع "المرأة قبل الإسلام وبعده" للكاتب صبحي القاعوري
تعليقات: