شعائر الصلاة و الاحتفال التأبيني في كندا عن روح الحاج رياض خليل أبو عبّاس‎


أقامت الجالية اللبنانية في أوتاوا و عائلة الفقيد الراحل رياض خليل ابو عبّاس شعائر احتفال تأبيني مهيب عن روح الفقيد، تخلله اقامة شعائر صلاة الميت و مجلس عزاء حسيني و ذلك بعد عصر امس الجمعة الواقع في 27/ 06 / 2014 ، في مركز أهل البيت "ع" على عنوان

200 Baribeau street

في أوتاوا.

بمشاركة عدد من فاعليات الجالية الاغترابية و حشد كبير من ابناء الجالية الخيامية في أوتاوا اقيمت شعائر الصلاة بمشاركة الحشود التي لبّت الدعوة قادمة من مختلف مناطق العاصمة الكندية رغم درجات الحرارة المرتفعة نسبياً.

و قد استهل الاحتفال التأبيني الذي بدأ في تمام الساعة الخامسة عصرا، بآيات بينات من الذكر الحكيم. و قد تلى القراءة العطرة للقرآن الكرم اقامة مجلس عزاء حسيني قرأه على السامعين سماحة عالم جليل.

و مما جاء في المجلس الحسيني نذكر الآتي:

بسم الله الرحمن الرحيم :" و جاءت سكرة الموت بالحق " صدق الله العلي العظيم

حديث الموت لا يفارقنا خصوصاً اذا كانت المناسبة مناسبة موت و مناسبة فاجعة و مناسبة الموت على ما فيها من اسى و حزن الا انها محطة للموعظة و هذا الموت الذي يدعونا فيه امير المؤمنين علي "ع" على تذكره في حين الموت و الحياة و النجاة من الوقوع في الحرام في الدنيا و الآخرة.

الموت هذه الحقيقة التي يهرب منها اغلب الناس بسبب تعلقهم بملذات هذه الدنيا الدنية فينسون و يغفلون ان الموت في انتظار الجميع." قل ان الموت الذي تفرون منه فانه ملاقيكم" الانسان العاقل و الواعي الذي يعلم انه بحاجة الى سفر طويل عليه ان يهيئ ذاته و زاده و نحن اذا نظرنا الى حالنا و وجدنا انفسنا منغمسة في الدنيا علينا ان نعلم ان ننتبه الى اشارات العقل ، ذاك العقل الذي ينسى و يعقل انه مغادر من هذا الباب...ما المصير الذي تكتبه بيديك و تصنعه بنفسك و سوف لن ترتاح في تلك الدار. حالة الموت تشبه حالة السكر لأن المرء يعيش حالة اضطراب و حالة قلق فيما سيؤول اليه ...و تبدأ ملامح الآخرة... الانسان عندما يعيش في هذه الدنيا و يغيب عن الدنيا يرى اشياء غريبة عليه فتتملكه حالة غريبة...حالة النزع...يعيش المرء حالة اضطراب خلالها...حتى النبي محمد"ص" كان يخاف من تلك الحالة...ان للموت سكرات.. امير المؤمنين يصور هذه الحالة و هو يقول في هذه اللحظة تجتمع على المرء حسرتان كأنه اتى عليه شيء تعلق و هو الموت...يبدأ الموت بالخروج من الجسد من الرجلين صعوداً الى ان تبلغ الحلقوم.

ثم يزداد الموت ولوجاً و انه المرء بين أهله ينظر بين اهله يفكر في هذه اللحظات فيما افنى عمره في جمع الدنيا و نسيان الآخرة و فيما دهره...يتذكر في هذه اللحظات كيف كان يتصرف...قد لزمه تبعات أعماله و يتحمل مسؤولياته و اشرف على فراقها...عندما يحمل الانسان الى قبره يُسأل اجمعت الدنيا ام الدنيا جمعتك...تأتي سكرة الموت بالحق كأنك لن تموت و جاءت كل نفس معها شهيد ... كل ما حولنا سوف يشهد علينا يوم القيامة...لقد كمن في غفلة من هذه فكشفنا عنك غطاءك فجسدك اليوم حديد...التعلق بالمادة ، بالأزواج و الاموال و حب الذات كانت تمنعنا من رؤية الآخرة. لا يوجد حجب في هذا اليوم ... و المرء الذي يتعلق اكثر بالدنيا يشعر انه انسلاخ اشد لكن الحقيقة تصبح ان الخروج من الدنيا اصعب. ..مرحلة النزع و بعدها الراحة اذا زودنا انفسنا بزاد الآخرة. المرتبطون بهذه الدنيا يتألمون اكثر من غيرهم.. و الاحاديث و الروايات تحدثك ان اولادك فتنة، زوجك فتنة فيجب ان نلتفت و نرتبط اكثر بآخرة... يذكر ان رجلاً جاء الى عمر بن الخطاب و قال بما معنى الحديث: اني احب و اكره الحق و اشهد على ما ارى فامر عمر بحبسه الى حين وصل الخبر الى الامام علي "ع" فقال انت تحبسه بإجرام فهو يشهد بوحدانية الله فقال حينها عمر لولا علي لهلك عمر. ... الحقيقة التي لا نشاهدها و لا نلاحظها هي اننا في كل يوم نموت مساءاً نموت و صباحاً نبعث من جديد ..هو النوم الذي يأتيكم كل ليلة... هذا النوم الطويل يجب ان يحمد الله على حياتنا الجديدة فذاك النوم الطويل يجب ان نهيأ له ما يؤنسنا و يسلينا و ذاك هو العمل الصالح. صدقة جارية. علم ينتفع به...ولد يدعو لك... انت رجل تكدسك ذنوبك... ان الرجل ليذنب فيحرم من صلاة الليل... في العادة الكثير من الناس يتثاقلون عن العبادة في الدعاء و الموعظة... يجب ان نحذر من علاقة في تقصير و ذنب ما. .. و علينا ان نتحكم بأعمالنا... علينا استغلال هذا الشهر المبارك لآخرتنا و موتنا مما يطفأ الذنوب و يزيد في الاجر ان نحزن لمصاب أهل البيت ع ان نذرف دموعنا على من اوصانا النبي في مصابه و ان نطبب مصابنا و منها فراق عزيز بتذكر فراق الاعزة و الاولياء... و ها هي السيدة الزهراء ع و هي تقول لابنتها زينب بنية زينب انا لا احضر كربلاء و انت تفعلين ..هذا الحسين امانة عندك...و في كربلاء هناك وصية احملها لك ... وصية بنية زينب اذا رأيت اخاك الحسين قبليه في صدره و شميه في نحره لان صدره موضع حوافر الخيول و نحره موضع السيوف....و ها هي السيدة زينب تقول اماه يا زهراء لقد استرجعت الوديعة و اديت الامانة .. سألها الامام الحسين فأخبرته زينب عن الوديعة... و ها هي روح الزهراء تحوم حول ارض كربلاء كأنها تسألنا ان نواسيها بمصاب ابي عبدالله الحسين ع ‘

نوحك على المسموع و لو نوحك على حسين

حنت و نادت بالدمع

ان تسألوني يا خلق كلهم اولادي

لكن مصاب حسين صافي في فؤادي

و عظّم علي الناعي على حسين

دهري رماني بالرجا بكل غالي

و شقت ولادي عن يميني و عن شمالي

و لا ما شوف ساعة من الحزن مرتاح بالي

و عظم علي مصيبة المذبوح عطشان

حزني على اولادي ذاع يوم عاشور

و انحب عليهم مأتم في القبور

كأني بالزهراء تطلب المواساة

آه مين اللي يواسيني يا شيعة

على حسين و اولاده ورضيعه

وين اللي يواسيني بدمعته على حساب اللي حزو رقبته

وظل ثلاث ايام جثة

يا ويلي

يا ويلي ما غسلت جثته و دفنته

أفاطم لو خلت الحسين مجدلا

و قد مات عطشان بشط فرات

اذا لطمت الخد فاضت عنده

و اجربت العين في الوجنات

و كانت نهاية المجلس في تمام الساعة السادسة مساءاً

حيث امّ العالم الجليل جمع الحضور للصلاة على الفقيد المرحوم رياض خليل ابو عبّاس

ثم ارتفعت اكف الضراعة الى الله العلي القدير ترحماً على روح من كان الاجتماع لأجله سائلين المولى عز و جل ان يتغمد الفقيد برحمته و ان يسكنه فسيح جنانه مع محمد و آل بيته الاطهار"ع.

هذا و قد انتهى الحفل التأبيني في الساعة السادسة و النصف مساءاً حيث تقبل أهل الفقيد و زوجته و ابنائه التعازي و المواساة من جمع الحضور في اجواء من الحزن الشديد الذي عم المكان

خبر "الموت يغيّب رياض خليل أبو عبّاس في كندا"

موضوع هيفاء نصّار "رياض ابو عباس : قصص من النجاحات‎"

موضوع نصّار نصّار "الماسوف على شبابه رياض أبو عبّاس‎"

سجل التعازي بالمرحوم رياض خليل ابو عباس

تعليقات: