وجبة النزوح: بطاطا ومعلبات

على هذا الحال يعيش النازحون السوريون في المخيم، فيما الصيام عندهم «واجب وطاعة وإيمان واحتساب»
على هذا الحال يعيش النازحون السوريون في المخيم، فيما الصيام عندهم «واجب وطاعة وإيمان واحتساب»


مرجعيون ـ

في مرج الخوخ - قضاء مرجعيون، أكثر من 150 عائلة سورية نازحة من إدلب، ليس على موائدها سوى البطاطا المسلوقة والقليل من المعلبات و«شربة ماء»، تستقبل بها رمضان الذي هلّ هذا العام، حاملاً وجع الغربة والمزيد من التشرد والفقر لأطفال ولد بعضهم في مخيمات النزوح وما زالوا على الوعد بالرجوع الى ديار تحنّ الى المسحراتي ومدفع الآذان وبركة الأرض التي كانت عامرة قبل نزوحهم الآخذ في التمدد خلافاً لانكماش أحوالهم.

هناك في المرج تأتي المساعدات الغذائية من قبل الجهات الدولية والمانحة مرة في الشهر، محملة بالخضار ومشتقات اللحوم والدجاج التي تفوق قدرتهم المادية على تأمينها، الأمر الذي يدفعهم للاعتماد على وجبة رئيسية هي البطاطا حسبما يقول ابو محمد جمعة الذي يعيش وعائلته المؤلفة من 8 افراد وعمه العجوز في خيمة متواضعة تفتقر الى الكثير من مقومات العيش الكريم، ويؤكد «المساعدات لا تكفي، فوجبتنا الأساسية اليوم هي من مشتقات البطاطا لأن هناك حقلاً يجاورنا مزروع بالبطاطا قد تم جني محصوله وانا أقوم بتعفيره وجمع ما امكن منه، وفي اليوم التالي اقف الى جانب الطريق الرئيسي واعرض البطاطا للبيع وفي آخر النهار ما يتبقى يكون وجبة طعام للعائلة من بطاطا مقلية أو مسلوقة وغيرها»، ويلفت ابو محمد الى ان «اللحوم هي ضيف شهري على العائلة»، وتبقى المشكلة الثانية التي يعانون منها في هذا المخيم، كما يشير الى «عدم وجود برادات لحفظ ما يتبقى من طعام لليوم التالي، ومن لديه واحد فتكون المشكلة في ان الكهرباء غالباً ما تكون مقطوعة وليس لدينا اي بديل».

وتشكو ام أحمد فخرية، المؤلفة عائلتها من 12 فردا، غالبيتهم من الأطفال، من أن عائلتها بحاجة لثلاث ربطات من الخبز يوميا اضافة الى البطاطا على انواعها، أما الدجاج واللحوم فليس بالامكان تأمينها الا كل أسبوعين مرة ضمن ميزانية تقوم على التقشف الشديد لسد حاجات الأسرة الكبيرة.

وعلى هذا الحال يعيش النازحون السوريون في المخيم، فيما الصيام عندهم «واجب وطاعة وإيمان واحتساب»، حسبما يشير ابو علي خلف الذي لا يقطع فرضاً على الرغم من عمره الذي تجاوز التسعين سنة، متمنيا «ان يحمل هذا الشهر بشرى العودة الى الديار، لأن الفقر في الوطن غربة فكيف اذا كان الفقر في الغربة والنزوح».

تعليقات: