عناصر من القوة الاسرائيلية خلال مطاردة الرعاة (طارق ابو حمدان)

واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي أعماله الاستفزازية والعدوانية ضد المواطنين اللبنانيين، إذ جدد مطاردته لرعاة الماشية وقطعانهم، في تلال شبعا وكفرشوبا المحررة، المتاخمة للخط الحدودي المتبع في محور مزارع شبعا المحتلة، وذلك بهدف ترويعهم وإبعادهم عن الشريط الحدودي، وفرض منطقة عازلة وبعيدة عن اية حركة، بين المزارع والمناطق المحررة المحاذية.

هذا التوجه للجيش الإسرائيلي، جاء بحسب تسريبات إعلامية إسرائيلية معادية، بعدما اتهم الاحتلال استناداً الى ادعاء أجهزته المخابراتية، رعاة الماشية والمزارعين اللبنانيين، بالتعاون مع عناصر المقاومة، من خلال تواجدهم في نقاط قريبة جداً من السياج الشائك الفاصل بين لبنان والأراضي المحتلة، خصوصاً أن هناك مناطق حدودية، في تلال كفرشوبا وشبعا مفتوحة، لم يعمد العدو إلى إقامة سياج حدودي فاصل فيها عن قصد، مما يسهل على دورياته القيام بخروق برية، تحت ذريعة عدم الوضوح التام للخط الحدودي.

وكانت قوة كوماندوس إسرائيلية، قوامها حوالي 20 عنصراً، تحميها دبابة من طراز "ميركافا"، تمركزت في الطرف الشمالي لموقع رويسة العلم، قد اجتازت الخط الحدودي في محور جبل سدانة المواجه لبركة النقار. وعملت على خرق هذا الخط ولمسافة تراوحت بين 50 و80 متراً، ثم قام عناصرها بعملية مطاردة لعدد من رعاة الماشية الذين كانوا مع قطعانهم في هذه المنطقة المحررة، في محاولة لاعتقالهم واقتيادهم الى داخل المنطقة المحتلة. غير أن القرصنة الإسرائيلية باءت بالفشل بعدما تنبه الرعاة وهم قاسم علي زهرة، ماهر حمدان، وإسماعيل زهرة، ولاذوا بالفرار. في حين عمل عناصر العدو على اقتياد ما بين 60 الى 75 رأس ماعز الى داخل المزارع. وبعد اتصالات أجرتها قيادة "اليونيفيل" بجيش الاحتلال، تم الإفراج عن الماشية المسلوبة، ليتبين بعد تعدادها، بأن عناصر العدو، احتفظوا بعدد من رؤوس الماعز بحوزتهم.

كما أطلقت قوة كوماندوس إسرائيلية أخرى، كانت تقيم كميناً خارج موقعها في رويسة العلم، ولمسافة 50 متراً داخل المنطقة المحررة، طلقات رشاشة باتجاه الراعي حسام عكاشة سوري الجنسية، بينما كان يرعى قطيعه، في مرتفعات في جبل سدانة. وحاولت القوة اعتقاله ايضاً، لكنه تمكّن من الهرب باتجاه أحد مواقع قوات "اليونيفيل" العاملة في هذا القطاع.

وكانت رصدت أمس حركة مكثفة لجيش العدو على طول الخط الحدودي الممتد من محور مسكفعام وحتى مرتفعات شبعا. في ظل تحليق مروحيات وطائرات استطلاع في أجواء المزارع والجولان المحتلين، وفوق قرى العرقوب ومرتفعات جبل الشيخ الغربية.