في الجزء التاسع أتينا على ذكر اذا ما رغب الزوج استبدال زوجته بآخرى ، فيبدأ الزوج معاملة زوجته معاملة سيئة قد يكون المطلوب الأنفصال ، ولكن على المرأة ان تدفع الثمن إما المسامحة بما تبقى لها في ذمة الزوج من صداق او لدفع أموال حتى يتم الطلاق ، وللأسف الأكثرية من القضاة يشجع الرجال لأطالة الفصل في دعاوى الطلاق ، وأسباب هذا سيأتي تحت " الطلاق " ولا نتكلم هنا عن دين معين او عن طائفة معينة او عن مذهب معين فالكل سوأ ، ومن يرغب التأكد من صحة هذا القول فليذهب الى المحاكم الشرعية على اختلاف الأطياف والألوان ويرى بأم العين الغبن اللاحق بالمرأة من القضايا وعدم البت فيها والتي تقشعر منها الأبدان ويشيب منها شعر الأطفال ومنها على سبيل المثال :
١- عدم الفصل في الدعاوى بالرغم من وجود إثباتات لدى الزوجة بإلحاق الضرر فيها والأذى بموجب تقارير طبية .
٢- دعاوى النفقة
٣- دعاوى الزوجة لتمكينها من مشاهدة أطفالها ( والحرمان من رؤية الأولاد يلحق الأذى بالطفل قبل الأم لأنه بحاجة الى حنان وعطف الأم وهذا لا يستطيع الأب توفيره للطفل ) .
٤- قضايا بيت الطاعة وهذه القضايا من أسوأ ما ابتدعه العقل وأتى به اذلالاً للزوجة .
هذه نماذج من المتداول في المحاكم " الزوج مخالفا شرع الله والقاضي مخالفا الشرع وما قضى به رسول الله والأمة والمجتهدين من آلِ بيت النبوة ' وهذا ما سنشرحه تفصيلا تحت باب الطلاق في الأجزاء القادمة .
الله سبحانه وتعالى أوصى للزوجة تكريما لها في كتابه العزيز " بأن على الرجل يجب أن يوصي لزوجته قبل موته بأن ينفق عليها من تركته حولاً كاملاً. اذا اختارت البقاء في بيته " الآية الكريمة :
" والذين يتوفون منكم ويحذرون ازواجاً وصية لأزواجهم متاعاً الى الحول الى آخر الآية "
( البقرة 240 )
وعلى الرجال أيضاً أن لا يضيقوا على النساء ويسيئون معاملتهن ، ولا يحل ولا يجوز للزوج أن يعامل زوجته معاملة سيئة ويلحق الأذى بها لتفتدي نفسها منه بصداقها كلاً او بعضاً .
" .. ولا تعضلوهن لتذهبوا ببعض ما آتيتموهن " ( النساء 19 )
وخاطب الله سبحانه وتعالى المعنيين وهم الرجال في الآية الكريمة :
" وإن أردتم استبدال زوج مكان زوج وأتيتم إحداهن قنطاراً فلا تأخذوا منه شيئا "
" أتأخذونه بهتاناً وأثماً مبينا " ( النساء 20 )
واذا كان لا بد من الطلاق والفراق فعلى الزوج ان لا يأخذ شيئاً من الزوجة إلا عن طيب نفس ، ولا تنسبوا اليها ما هي بريئة منه لتفتدي نفسها منكم ، فهذا ظلم واضح .
هناك الكثير الكثير من الآيات التي توصي بالزوجة ( المرأة ) ، ولكن الأمثال الذي ضربناها ما هي إلا تذكرة للرجل بما أوصى به الله سبحانه وتعالى بحق المرأة على الرجل ومكانتها في الإسلام، وهناك قاعدة أساسية أرساها الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله " لا ضرر ولا ضرار " ( أين نحن من كل هذا ) إن
معظم الرجال بعيدون كل البعد عن الألتزام في شرع الله وتشريع الرسول صلى الله عليه وآله ، وللآسف إن هذه الممارسات تسيء الى الأسلام ، وتأتي بالذنوب الى من يمارسها والحساب عند الله عسير.
ولهذا نرى المطلعون على كتاب الله من غير المسلمين وما جاء فيه ، والداخلون في الإسلام يصابون بالصدمة والذهول من ممارسات المسلمين على ارض الواقع المخالفة تماماً تطبيقا لما جاء في كتاب الله الذي لم يترك شاردة ولا واردة من اجل البشرية جمعاء إلا وأتى على ذكرها من واجبات وحقوق والسمو بالأنسان الى اعلى المراتب ، ولكن للأسف نرى البعض من المسلمين وما أكثرهم ، وهؤلاء الذين وصفهم الله في كتابه العزيز " الآية الكريمة " :
" قالت الأعراب أمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان الى قلوبكم "
" وإن تطيعوا الله ورسوله لا يلتكم من أعمالكم شيئاً إن الله غفور رحيم "
( الحجرات 14 )
والذين خاطبهم الله لم يؤمنوا ، حيث ان الإيمان معرفة بالقلب ، وإقرار باللسان ، وعمل بالأركان ، ومعنى هذا ان كل مؤمن مسلم وليس كل مسلم مؤمناً، وإسلام هؤلاء مصلحة يتخذون من الدين حرفة يعيشون بها ومنها ، وتصرفاتهم وممارساتهم يسيئون فيها للإسلام ، وكثير للأسف من المسلمين يخلطون بين الإسلام وبين المسلم ويحملون وزر أعماله المشينة الى الإسلام .
وستكون التتمة ان شاء الله في الأجزاء القادمة تحت الطلاق ،( عقد الزواج ، وبيت الطاعة ، والخلع )اذا استطعنا اختصار هذه الأبواب .
* الحاج صبحي القاعوري - الكويت
الجزء الأول من موضوع "المرأة قبل الإسلام وبعده" للكاتب صبحي القاعوري
الجزء الثاني من موضوع "المرأة قبل الإسلام وبعده" للكاتب صبحي القاعوري
الجزء الثالث من موضوع "المرأة قبل الإسلام وبعده" للكاتب صبحي القاعوري
الجزء الرابع من موضوع "المرأة قبل الإسلام وبعده" للكاتب صبحي القاعوري
الجزء الخامس من موضوع "المرأة قبل الإسلام وبعده" للكاتب صبحي القاعوري
الجزء السادس من موضوع "المرأة قبل الإسلام وبعده" للكاتب صبحي القاعوري
الجزء السابع من موضوع "المرأة قبل الإسلام وبعده" للكاتب صبحي القاعوري
الجزء الثامن من موضوع "المرأة قبل الإسلام وبعده" للكاتب صبحي القاعوري
الجزء التاسع من موضوع "المرأة قبل الإسلام وبعده" للكاتب صبحي القاعوري
تعليقات: