يا عيب الشوم على هيك دولة! اسم فني كوميدي كبير من هذا الوطن أعطى ستين عاماً من حياته، وعندما بلغ الخامسة والثمانين يعلن أنه مستعد لقبول أدوار مهما كانت لكي يؤمن قوته اليومي. خبر نزل كالصاعقة على قلوب محبي صلاح تيزاني "أبو سليم" يللي ربينا على قفشاته من ايام الاسود والابيض. ستون عاما لم يتمكن خلالها حتى من شراء سيارة استطاع الحصول عليها كهدية من برنامج تلفزيوني قبل سنتين فقط. لو بس في قانون مهني في هذا البلد، كان ابو سليم يعيش معززاً مكرماً من الاعادات لبرامجه المصورة، ولكن نظرة من هم في السلطة الى الفنانين لا تتعدى كون هؤلاء يا مشخصاتية، يا مهرّجين. ويا مية عيب الشوم على هذا الزمن الذي يضطر فيه كبير من بلادي على التصريح بأنه يقبل بشو ما كان حتى يتمكن من العيش وسد الرمق. صرخة أرعبت العاملين في الوسط الفني، مع صورة سوداء لمستقبل قاتم، ومع سياسة تتبعها التلفزيونات باستبعاد الممثلين اذا كبروا بالعمر شوي، والتركيز على السيقان والصدور... يا عيب الشوم. وقال شو؟ نحنا بلد حضاري ونركز على الثقافة، وميزانية وزارة الثقافة صفر فاصلة. مين من كل هذا الطقم السياسي الماسك البلد لا يعرف أبو سليم؟ والله عيب يا جماعة، إذا راح كم جلّ بندورة الدولة تعوّض، واذا انضرب البطيخ الدولة تعوّض، ولك تعويض لصاحب كسارة بالملايين... ولا مرة حدا سأل عن الضربات المتواصلة بالوسط الفني إلا حين المطالبة بالضرائب، ومن دون مقابل. محطات تلفزيونية أوروبية عريقة أجرت سلسلة مقابلات مع نجمات البورنو وأفلام السكس اللواتي كبرن في العمر، وفي سن التقاعد عايشين أحلى عيشة، وعلى حساب الدولة، إضافة الى المردود المادي من بيع الأفلام الداعرة وعرضها على المحطات المختصة. يعني لا فن ولا من يحزنون بل مجرد مشاهد مضاجعة فاجرة...
بئس هذا الزمن الذي أرغم كبيراً من بلادي على التصريح بقبول أيّ دور من أجل لقمة العيش.
يا عيب الشوم!
..
أبو سليم إن عاد ضعيفاً
ف. ع.
24 تموز 2014
يظهر أن مسلسل "إتهام" ("الجديد"، "أبو ظبي الأولى"، "النهار") تكرّم على الممثل صلاح تيزاني المعروف بأبو سليم بمَشاهد قليلة بدا فيها ضعيف الحضور. نتابع تيزاني في العمل مستسلماً في فراشه، يائساً ينتظر المنية. بالكاد يميّز المُشاهد ما بين حضوره المسلسلاتي وواقعه الراهن، ويغلب ظنّ بأن العمل "يتكرّم" عليه بدور، أكثر مما يحوطه بالترحيب والهيبة.
يُسقِط تيزاني واقعيته على الدور، محاولاً استدرار عطف المُشاهد، كأن ما يحدث أمام كاميرا المخرج فيليب أسمر حقيقة كونه ممثلاً متروكاً، قبل كونه دوراً قليل الشأن في ذاته. يؤدي تيزاني دور والد تقلا شمعون وفادي ابرهيم، لم يكترث إليهما في شبابه، فنبذاه في شيخوخته. دورٌ يترك في المُشاهد شفقة، وقليلاً فقط من التعاطف والتفهّم.
لتيزاني أسباب تعيده الى الشاشة بعد غياب. تطرح عودته سؤالاً عن مصير الممثل في بلد لا يكترث للمرء حين تطعن به السنّ. بالكاد أضاف الدور إليه، وبالكاد أضاف إليه. يُفتَرض أن لتيزاني مكاناً في الذاكرة، على الأرجح ما عاد كافياً لتستمرّ الحياة، ففضّل عليه دوراً بسيطاً جداً عُرِض عليه.
..
صلاح تيزاني: "بدي عيش وربما أقبل بدور كومبارس"!
8 أيلول 2014
أطلق الفنان القدير صلاح تيزاني صرخة مدوية قال فيها "هل أبقى من دون طعام لأنني كبير؟ كلا انا لست كبيراً، بل أنا أصغر فنان في هذا البلد، وكل ما يهمني هو أن أعيش بكرامتي وليس أن أكون أكبر فنان ولا أملك ثمن لقمة عيشي"، مضيفاً "بدي عيش وربما أقبل بدور كومبارس". "ابو سليم" انتقد في حديث الى صحيفة "الراي" الدراما العربية، خصوصاً التي عرضت في شهر رمضان الماضي لأنها عبارة عن "كباريهات ودعارة ومومسات"، كما انتقد الكتّاب الذين يستنسخون النصوص والممثلين الذين لا يقبلون سوى بأدوار البطولة، ودعاهم إلى التواضع والابتعاد عن الغرور، لأنه ليس من صفات الفنان.
تعليقات: