اقفل منتصف ليل امس باب الترشح للانتخابات النيابية ورست بورصة الترشيحات على 514 مرشحاً يتوزعون على مختلف الاقضية اللبنانية.
وفي حال جرت الانتخابات في موعدها المقرر من دون تأجيل، فانه للمرة الأولى يسجل فوز 10 نواب بالتزكية، حيث لم يسجل ترشحيات منافسة لهم.
اضافة الى انه للمرة الأولى في لبنان ستثتسنى 3 اقضية من العملية الانتخابية، لان نوابها فازوا بالتزكية.
ولولا اسم جمال السيد رائف صفي الدين في قضاء الصور لكان زاد عدد النواب الفائزين بالتزكية على 14 والاقضية التي لن تشهد انتخابات 4.
اما سعادة النواب من اليوم، فهم:
نائب قضاء الشوف عن المقعد الكاثوليكي نعمة طعمة.
نواب قضاء النبطية الـ3 عن المقاعد الشيعية: محمد رعد، عبد اللطيف الزين، ياسين جابر
نواب قضاء بنت جبيل الـ3 عن المقاعد الشيعية: علي احمد بزي، ايوب حميد، حسن فضل الله
نواب قضاء شرق صيدا، عن المقعدين الشيعيين: علي عسيران، نبيه بري. وعن المقعد الكاثوليكي ميشال موسى.
ووفق ما تقدم فإن اقضية، النبطية، بنت جبيل، شرق صيدا، لن تشهد انتخابات هذه السنة في حال حصولها.
ملاحظات سريعة:
في نظرة سريعة واولية على الترشيحات المسجلة يمكن ملاحظة امور عدة يمكن التوقف عندها
1- فوز اغلب اعضاء كتلتي "التحرير والتنمية" و"الوفاء للمقاومة" بالتزكية
2- شهد قضاء صور ترشح 6 مرشحين في حين ان عدد نواب القضاء هو 4، فبامكاننا القول ان 4 من النواب الحاليين في القضاء سيحتفظون بمقاعدهم بحكم الطبيعة.
3- ترشح الاغلبية الساحقة من اعضاء المجلس النيابي الحالي، مع تسجيل غياب النواب فريد مكاري، ايلي كيروز، جوزف المعلوف، ارتور نظريان، معين المرعبي، عصام صوايا، سليم سلهب، سليمان فرنجية الذي رشح مكانه نجله طوني سليمان فرنجية.
4- ترشيح النائب غازي العريضي بعدما كان النائب وليد عدل عن ذلك قبل التمديد الاخير لمجلس النواب.
5- ترشيح النائب عقاب صقر عن المقعد الشيعي في قضاء زحلة رغم غيابه عن البلد.
6- ترشيح الوزير السابق علي حسين العبدالله في منطقة البقاع الغربي عن المقعد الشيعي وهو من منطقة بعلبك، وبالتالي الاستغناء عن مرشح الرئيس نبيه بري النائب السابق ناصر نصرالله.
7- ازدياد عدد المرشحات الاناث الى 35
8- مفارقة تسجيل اكثر من ترشيح من البيت الواحد، مثلاً ظهرت اسماء نقولا وموسى فتوش وهما اشقاء، عبدالرحيم مراد، ونجله حسن عبد الرحيم مراد، سمير عازار ونجله ابرهيم، جبران طوق ونجله ملحم، منصور غانم البون وزوجته سيلفانا انطوان شيحا.
9- ترشح رئيس الحكومة تمام سلام بعد اعلانه عند ترؤسه الحكومة الحالية انه لن يكون من بين المرشحين ، اضافة الى ترشح الفنان غسان الرحباني الذي اعلن مراراً انه لن يكرر التجربة من جديد.
10- رغم تقدمهم في السن ومرض بعضهم، سجل ترشح النواب عبد اللطيف الزين، انور الخليل، ونقولا غصن.
-------------- -------------
ماذا وراء هجمة الترشيحات في زمن التمديد؟
إذا كانت مبادرة المرشحين الى الانتخابات النيابية عشية انتهاء المهلة المحددة لذلك طبيعية، فإن ما يجعلها خارجة عن المألوف الظروف السياسية والأمنية المرافقة لها.
فالمهلة لتقديم الترشيحات تنتهي ليلاً، في ظل مناخ عام يعزز الانطباع بإستحالة إجراء الانتخابات في موعدها أي قبيل انتهاء ولاية المجلس الحالي الممددة منتصف تشرين الثاني المقبل أي خلال اقل من شهرين من تاريخ اليوم.
أما الأسباب الكامنة وراء تعزز الانطباع يتعذر إجراء الانتخابات فتعود الى العوامل الآتية:
أولا: ان احترام مهل الترشيح من المرشحين لا يلغي تخلف الحكومة عن مسؤوليتها في تشكيل الهيئة العليا للإشراف على الانتخابات، والتي سقط الخيار في شأنها من جانب ممثل "التيار الوطني الحر" في الحكومة وزير التربية الياس أبو صعب الذي رفض توقيع المرسوم طالبا مراجعة فريقه السياسي، خصوصا ان وزير الخارجية جبران باسيل لم يكن حاضرا في جلسة مجلس الوزراء الأخيرة التي طرحت هذا الموضوع.
والمعلوم ان عدم تشكيل الهيئة يعطل عمليا إجراء الانتخابات.
أما الأمر الثاني، فيتصل بالموقف الحاسم الذي اطلقه وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق في الطائرة التي أقلت الوفد اللبناني من بيروت الى قطر، حين كشف انه لا يتحمل بصفته وزيراً للداخلية مسؤولية إجراء الانتخابات في موعدها، وينطلق موقف المشنوق من خشيته من الوضع الأمني المتردي ولا سيما في ظل ما شهده قبل أسبوع عندما بلغت الخطورة بالأمور الخطف على الهوية، الأمر الذي لم يشهده لبنان منذ 25 عاما وعلى رغم كل ما شهده في هذه الفترة من اضطرابات سياسية وأمنية.
الأمر الثالث الذي يؤكد استحالة الانتخابات، يعود الى الاتصالات الكثيفة الجارية على أكثر من محور بين "تيار المستقبل" وحركة "أمل" بالنيابة عن الثنائي الشيعي من اجل إنجاز التمديد وتلافي مخاطر المضي بالانتخابات. والمعلوم ان هذا الموضوع شكل حيزا أساسيا في اللقاء الذي جمع الرئيسين نبيه بري وسعد الحريري. ومنذ ذلك اللقاء العمل جار على سيناريو الإخراج لهذا التمديد. من دون إحراج الحلفاء المسيحيين الحريصين على إجراء الانتخابات من اجل إعادة تكوين السلطة وإجراء الانتخابات الرئاسية.
وينتظر ان يبلور اللقاء المرتقب بين بري ورئيس "كتلة المستقبل" الرئيس فؤاد السنيورة خلال الـ28 ساعة المقبلة التوجه العام في هذا الشأن.
أما هجمة الترشيحات وسط هذا المناخ غير المؤاتي لها، فيعود بحسب مصادر سياسية الى تحقيق أمرين:
الأول: التعبير عن التزام القوى السياسية المرشحة بمبدأ إجراء الانتخابات ورفض التمديد كخيار اول.
والثاني حفظ الحق بالمقعد والافضلية للمرشح الذي تقدم بترشيحه لموعد الانتخابات المقبلة.
ولكن تبقى المشكلة الرئيسية كيف يجتمع المجلس للتمديد لنفسه ولا يجتمع لانتخاب رئيس؟
تعليقات: