الكاتب علي عبد الحسن مهدي: يا أهل لبنان إعقلوا وتوحدوا
في الماضي وفي الحاضر إذا كان أي شيء غير ثابت وغير مستقر يوصف بأنه على كف عفريت، لكن ماذا نقول اليوم عن لبنان الذي يعيش وضعاً خطيراً لا بل كارثياً، لبنان اليوم يا ليته على كف عفاريت كل الدنيا، لبنان اليوم ليس على كف عفريت بل هو على كف داعش والنصرة وجرود عرسال وباب التبانة في طرابلس والطريق الجديدة في بيروت وخالد الضاهر وأحمد فتفت في الشمال قدّس سرّهم وأطماع إسرائيل في جنوبه ومياهه وكف خطر المخيمات الفلسطينية، هؤلاء الفلسطينيون الذين قدِموا إلى لبنان منذ حوالي السبعون عاماً هؤلاء الإخوة الذي وصفهم الرئيس الفلسطيني محمود عباس في آخر زيارة له إلى بيروت على أنهم ضيوف ليس إلاّ ولا بدّ من عودتهم إلى وطنهم فلسطين حتى ولو بعد ألف عام حسناً فلننتظر؛ وأيضاً كف عبء النزوح السوري وما تسبب به من متاعب ومشاكل حياتية وإجتماعية على كل هذه الأكف التي يعيش عليها هذا البلد.
هذا البلد لقّب في عهد الإنتداب الفرنسي بلبنان الكبير. ولبنان منذ ذاك الزمن حتى يومنا هذا لم يزل طفلاً صغيراً في كل شيء ولم يكن ليعرف ما هو الإستقرار ولا كيف يكون الإستقلال، لبنان اليوم في قلب العاصفة والأحداث تتسارع عليه بأبشع صورها والأخطار تلفّه من كل جانب. يا أهل لبنان ويا أهل هذا البلد المعذّب لماذا هذا التفكك وعدم الثقة فيما بينكم؟ دعوا خلافاتكم جانباً واتقوا الله في هذا البلد قبل أن يضيع من أيديكم وإن ضاع لن يكون لكم من بعده وطن..
تعليقات: