السيدة عفراء جلبي التي اثارت الجدل في خطبة العيد في خطها السياسي
بِسْم الله الرحمن الرحيم
مع انني مختلفٌ مع السيدة / عفراء جلبي التي اثارت الجدل في خطبة العيد في خطها السياسي ، وهذا ليس موضوعنا ومختلفٌ ايضاً في موقعها الديني ، إلا ان هذا لا يعطيني الحق بإخفاء الحقيقة امام المسلمين .
إني استغرب واستهجن من رجالٍ يقولون " نشهد بأن لا إله إلا الله وبأن محمداً رسول الله " يجادلون في موقف إمرأة " حررها الله من مظلومية الرجل لها وإستعباده لها
عندما أعطاها حقوقها كاملة إلا في الميراث ، وهذا ليس لنقص فيها ، بل لعدم مسئوليتها عن رعاية الوالدين ، وحصرها الله بالأبناء وحدهم ، وبالشهادة امام القضاء ، بسبب تكوينها الجسدي الذي يختلف عن تكوين الرجل ، قد تنسى في الحالات التي خصها الله بهاالحيض والولادة بسبب الآلام النفسية عند حدوثها.
أني ارى عجباً من رجال يقولون ربنا الله ، وهم يخالفون ما جاء في كتابه العزيز:
" ربنا إننا سمعنا مناديا ينادي للإيمان أن أمنوا بربكم فأمنا.. ربنا وإتنا ما وعدتناعلى رسلك ولا تخزنا .. فأستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكرٍ أو أنثى بعضكم من بعض.. "(الآيات 193' 194, 195 آلِ عمران)".
لماذا تجادلون في إمرأة خطبت من على منبر الخطيب وأنتم تعلمون بأن سيدة نساء العالمين ابنة رسول الله ( ص ) فاطمة الزهراء والذي قال عنها رسول الله ( ص ) فاطمة أم ابيها وقال فاطمة بضعة مني ، إن الله يرضى لرضاها ويغضب لغضبها ، وقفت في يوم من الأيام وخطبت من على منبر ابيها وبحضور الخليفة الأول ابو بكر الصديق ( رض ) خطبتها الشهيرة وافتتحت الكلام بحمد الله والثناء عليه والصلاة على رسوله فقالت عليها السلام:
الحمد لله على ما أنعم وله الشكر على ما ألهم والثناء بما قدم من عموم نعم ... الخ الخطبة ولم يتعرض لها خليفة المسلمين بل بقي جالساً مستمعاً لخطبتها الى نهاية الخطبة ولم يتعرض لها احد من المسلمين الحاضرين حتى ولم يجادلوا بأحقيتها في الخطبة وإعتلاء منبر رسول الله ( ص ) ، هل أنتم أيها السادة المعارضين لإعتلاء المرأة المنبر لتخطب بالمسلمين اكثر فهماً وادراكاً ووعياً من الخليفة ابو بكر ؟ وهل أنتم اكثر حرصاً وغيرة على الدين من خليفة المسلمين ؟.. لا أظن ذلك !! ولكن حب السلطة والتسلط عندكم يدفعانكم الى مثل هذه المواقف، كفى أيها السادة انحرافاً عن الدين وتحريفاً له .
وربما يأتيك سائلٌ بأن الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض:
" المراد في هذه الآية خصوص الأزواج وليس كل الرجال ، وكذلك بالنساء خصوص الزوجات لا جميع النساء ، وقوامون المراد بها القيام بشؤون الزوجات بما لهم من حقوق تجاه الزوج ".
وأخيراً الجدل في هذه المسألة يُشْتمُ منها التسلط والأستبداد والعودة الى ما قبل الإسلام ونقض ما جاء في كتاب الله وما جاء ايضاً في سنة رسوله وتجاهل دور المرأة في عهده .
هدانا الله جميعاً الى ما فيه خير الأمة وفق التعاليم الإسلامية المأخوذة من آيات القرأن الكريم .
* الحاج صبحي القاعوري - الكويت
موضوع ذات صلة:
أول إمرأة خطبت في العيد وأثارت الجدل
تعليقات: