شهدت محاولات التسوية لحل قضية احتجاز مسجد عبد الله مسعود في التبانة من قبل مجموعة شادي المولوي واسامة منصور تطورا بعد اجتماع لمشايخ وفعاليات من باب التبانة مع المذكورين عصر اليوم، حيث تم الاتفاق على اخلائهما المسجد، وفق مشاركين في الاجتماع. الا ان الصفحة الرسمية لمنصور على "فايسبوك" نفت صحة الاخبار عن الخروج من التبانة، وكتب على الصفحة: " لم نعط وعد لاحد ولن نغادر التبانة ومن قاتلنا عليها قاتلناه" و"ان المسجد للصلاة فقط". وفي السياق، شككت مصادر اسلامية في امكانية خروجهما من التبانة وقالت لـ "النهار" ان "المولوي ومنصور لا يزالان في المسجد وعلينا الانتظار لرؤية مدى صلابة ما خرج عن الاجتماع، فلا يوجد مكان افضل للمولوي ومنصور من التبانة خصوصا ان لا شيء واضحاً حيال قبول الاجهزة الامنية تسهيل سفرهما".
------------- -----------
المبادرة مستمرة والحل في رحيل مجموعة المولوي... لكن إلى اين؟
منذ اخماد نار المعارك في طرابلس نتيجة الخطة الأمنية، التي تمثلت بالقبض على غالبية قادة المحاور في "باب التبانة" والمسلحين من "جبل محسن"، اضافة إلى هروب رفعت وعلي عيد عبر الحدود السورية، والمحاولات جارية لاعادة نار عدم الاستقرار إلى هذه المدينة.
بين حل عسكري أو تفاوضي، تقف الدولة حتى الآن عاجزة عن ازالة المربع الأمني الذي فرضته مجموعة شادي المولوي واسامة منصور التي يتخوف من أن تكون خلية تابعة لـ"جبهة النصرة"، ويبقى ذلك رهن صبر قيادة الجيش، خصوصاً بعد ان اقدم ملثمون على إطلاق النار على مراكز الجيش في طلعة العمري وفي حارة السيّدة، وما تبعه من أخبار عن ان عناصر من جماعة منصور نفذت الهجمات، قبل ان تنقل إحدى فاعليات "التبانة" عن منصور نفيه أي علاقة له بما جرى.
"النصرة" تحرك المجموعة
لحينه لا تزال الحلول سلمية، وتتوجها مبادرة من أهالي"التبانة" لحل المشكلة قبل لجوء الجيش إلى الحل العسكري، إذ قال العماد جان قهوجي في مقابلته الاخيرة: "نعمل على ملاحقة أفراد خلية ارهابية من دون وقوع معركة وهدر دماء أبرياء.. لكننا سنلجأ إلى الحل العسكري إن لم تنفع الحلول السلمية".
ويرى عضو المكتب السياسي في "تيار المستقبل" النائب السابق مصطفى علوش في حديث لـ"النهار" أن "مجموعة المولوي ومنصور تنفذ التوجيهات نفسها التي يضغط عبرها على اهالي المسلحين من اجل اثارة البلبلة والضغط على الحكومة والشعب والأوضاع"، ويربط الحال الذي وصلنا إليه بتدخل "حزب الله" في سوريا، بالقول: "منذ دخوله الساحة السورية واصبحنا جزءاً منها"
يعتبر علوش أن "النصرة هي من تحرك مجموعة المولوي ومنصور"، فيما الشيخ أحمد السيد، وهو احد مشايخ "التبانة" وامام مسجد خليل الرحمن والمطلع على ملف التفاوض مع المجموعة يقول لـ"النهار": "لا يزال التحدث عن علاقة بـ"النصرة" مادة اعلامية لم تقرّ بها المجموعة".
شمّاعة... "حزب الله" وتوريط السنّة
لا يخفي السيد أن المولوي ومنصور قد أخطآ "في مكان ما، لكن اليوم هناك من يستخدمهما كشمّاعة، ويرمي عليهما كل ما يحصل في طرابلس، واظن أن هناك جهة مستفيدة من توتير هذا الموضوع وتطويره حتى يصل إلى درجة الصراع، وهي متمثلة بـ"حزب الله" واتباع النظام السوري الحريصين على تورط اهل السنة خصوصاً، في صراع مع الجيش، وهم وحاولوا العمل على هذا الموضوع منذ ايام المعارك مع جبل المحسن وكرروا الامر في عرسال ولا يزالون حتى الآن يعملون عليه لاعادة السيناريو نفسه".
بحسب السيد، فإن منصور نفى قيامه بالاعتداء على مراكز الجيش، ولا يشك "بوجود طرف ثالث قام بذلك، ومعروف انه ألقي القبض على مجموعة جندها الحزب كانت مخترقة "جبهة النصرة" في عرسال ومهمتها اطلاق النار على الجيش"، فيما علوش يطالب الأجهزة الأمنية والجيش بفتح تحقيق في الملف لمعرفة هوية مطلقي النار، ولا يستغرب أن يكون لـ"حزب الله" علاقة بالامر"لأنه ليس غريباً عنه".
ويعتبر علوش أن القوى الأمنية واقعة بين نارين، نار المواجهة المكلفة والتي يمكن ان تؤدي الى خسائر كبيرة ونار ترك الامور في حال سبيلها، لكن يبدو ان المجموعة تدفع باكثر ما يمكن لديها للدخول في معارك مع الجيش، وعلى القيادة الامنية والعسكرية اتخاذ القرار الحكيم في كيفية معالجة القضية ".
فقدان الثقة بالدولة
ماذا يريد المولوي ومنصور من مربعهما الأمني؟ يجيب السيد: "انه مربع وهمي وهناك تضخيم للامور، فهم داخل زاروب"، ويضيف: "يعتبر الشخصان أنهما ظلما من ايام الخطة الامنية وغرر فيهما مثلما غرر بالشباب المعتقلين حالياً وحتى الآن لم تعالج ملفاتهم". ومرت الخطة الأمنية ولم يسلّم المولوي نفسه، ويوّضح السيد ان "شادي رفض ذلك لأنه لم يشعر بحسن النية تجاه الوعود التي أعطيت له من جهات سياسية وأمنية، فضلاً عن كيل الدولة بمكيالين، وللأسف فلقد صدُق ظنه".
فقد المولوي ومنصور الثقة بالدولة و"هذا الأمر دفعهما إلى عدم تسليم نفسيهما ولا حتى الذهاب نحو حلول مع ضمانات لأنهما لم يعودا يثقان بضمانات، خصوصاً امام ما يشاهدانه من تعاطٍ للدولة مع قضايا في بريتال والضاحية والجنوب".
المبادرة مستمرة... إلى الخارج؟
تحاول فاعليات المنطقة حل القضية سلمياً لازالة هذا المربع "الوهمي" حتى لا يستخدم ذريعة لهدف معين، ويؤكد السيد أن "الجلسات مع الجموع لا زالت قائمة والتواصل موجود. ولا يخفي أن هناك طرحاً على الطاولة بأن تخرج المجموعة من البلاد وتشير إلى أن "من أولى الاقتراحات وافضلها أن يخرجوا إلى الجهة التي يرغبون فيها".
إلى تركيا او جرود القلمون؟ يجيب السيد: "ذهاب المجموعة الى تركيا كان مطروحاً منذ ايام الخطة الامنية والدولة عرقلت الامر، ويا ليت الدولة تتعاطى معهم مثل الحزب الذي يسمح له بالدخول والخروج متى شاء، لكنهم لم يسمحوا للمجموعة بذلك بحجة انهم مطلوبون وانه كيف سيؤمنون لهم جوازات سفر. السيد ينتظر جلسات جديدة تبلور المواقف في اليومين المقبلين.
"نحن مع أي حل يحقن الدماء، واذا كانت الدولة قادرة على انهاء هذه الظاهرة المسلحة الخطيرة من دون اراقة دماء المدنيين فعليها بذلك، واذا لم تستطع فعليها ان تفكر بطرق اخرى"، يقول علوش، وفي حال كانت المجموعة من اطلقت النار على الجيش فإن هذا المؤشر، بحسب علوش، "لا يعني أن المجموعة تريد الخروج بل ان تكمل للاخير في اثارة الفوضى كجزء من الوضع القائم في المنطقة".
شادي المولوي
تعليقات: