يوم الغدير يوم إكمال الدين وإتمام النعمة ، هو يوم الثامن عشر من ذي الحجة السنة العاشرة ( هجري ) جمع رسول الله ( ص ) المسلمين وهو عائد من حجه ، وهذه الحجة كانت حجة الوداع جمعهم في بقعة تسمى غدير خمّ ، وتفيأ الرسول احدى الشجرات ، وهي الشجرة العظيمة، حيث وضع له منبر ، فأعتلاه مخاطباً جمع الحجيج:
" أيها المؤمنون ألستُ أولى بكم مِن انفسكم " قالوا بلى يارسول الله :
قال: ( صلى الله عليه وآله وسلم ) " ألا منْ كنت مولاه فهذا عليٌ مولاه ، اللهم والِ من والاه وعادِ من عاداه وأنصر من نصره وأخذل من خذله وأدر الحق معه كيفما دار " آخذاً بيد علي ليقيم عليهم الحجة .
بعد سماع الحجيج كلام رسول الله انطلقوا يبايعون "علياً" عليه السلام ، وأول من كان من المبايعين والمهنيئن عمر بن الخطاب الذي قال له : ( بخٍ بخٍ لك ياعلي ، أصبحت مولاي ومولى كل مسلم ومسلمة ) ، وقد زاد احمد بن حَنْبَل في مسنده لقد أصبحت وأمسيت ...
كان رسول الله ( ص ) قبل غدير خمّ اي وهو في عرفة ان أبلغه جبريل بأعلان الولاية الى ( علي ) ولكنه يتحرج من إعلان الولاية لأمير المؤمنين علي ( ع ) حتى لا يُتهم بالتحيز ، مع أن الأمر إلهي .
ولرفع الحرج عن الرسول ( ص ) نزلت الآية الكريمة بقوله تعالى :
" يأيها الرسول بلٓغ ما انزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته،
والله يعصمك من الناس ( المائدة 67 ) .
وبعد البيعة والولاء لأمير المؤمنين ( ع ) نزلت الأية الكريمة بقوله تعالى :
" اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً "( المائدة 3 )
عن عمار بن ابي عمار قال : قرأ ابن عباس هذه الآية ومعه يهودي " اليوم اكملت لكم ....
فقال اليهودي : لو نزلت هذه الآية علينا في يوم لأتخذناه عيداً .
لقد ذهب بعض العلماء من المسلمين بأن هذه الآية مكية مع الإقرار بأن سورة المائدة مدنية
وفي تفسير هذه الآية اقوال :
إحداها : أن معناه أكملت لكم فرائضي وحدودي وحلالي وحرامي
ثانيها : أن معناه اليوم أكملت لكم حجكم وأفردتكم بالبلد الحرام
ثالثها : أن معناه اليوم كفيتكم الأعداء وأظهرتكم عليهم
ولو تأملنا ملياً في هذه التفاسير نراها بعيدة عن الواقعة والمكان التي نزلت فيه الآية الكريمة والسبب الذي من اجله نزلت ، وحتى نقطع على كل مفسر وحتى لا نذهب بعيداً في التفسير واختصاراً للوقت نضع أمامكم ما قاله عمر بن الخطاب لأبن عباس ( رض ) حيث قال :
" إن قريشاً كرهت ان تجتمع النبوة والإمامة في بني هاشم " .
ولا ندري كيف يكره القوم أمراً اختاره الله ورسوله ، وقد قال في كتابه العزيز :
( وما اتاكم الرسول فَخُذُوه وما نَهَاكُم عنه فأنتهوا ) .
ثم قال
( وأَطِيعُوا الله واطيعوا الرسول فإن توليتم فإنما على رسولنا البلاغ المبين )
فإن كلام الصحابي في ذاك الوقت عمر بن الخطاب يقطع على كل مجتهد .
اللهمٓ اشهد بأننا نجدد البيعة لأمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام .
اللَّهُمَّ اشهد بأننا نسير على خطى نبيك نبي الرحمة وما أمرته به وما أمرنا به
اللهُمٓ اشهد بأننا من محبي علي بن ابي طالب ( ع ) ومن شيعته كما أمرتنا وكما أمرنا رسولك
تعليقات: