لا زيت ولا زيتون في البقاع الغربي وراشيا

لا زيت ولا زيتون بقاعا، وبالتحديد في البقاع الغربي وراشيا. تلك تداعيات حقيقية لانحباس المطر ابان الشتاء الماضي
لا زيت ولا زيتون بقاعا، وبالتحديد في البقاع الغربي وراشيا. تلك تداعيات حقيقية لانحباس المطر ابان الشتاء الماضي


بخيل الزيتون هذا الموسم والاصح، لا زيت ولا زيتون بقاعا، وبالتحديد في البقاع الغربي وراشيا. تلك تداعيات حقيقية لانحباس المطر ابان الشتاء الماضي، وهذا أول ضهور لتأثيرات الجفاف الاستراتيجية على المزروعات واشجار البساتين وعلى شجرة الزيتون خاصة.

غريب مشهد اشجار الزيتون وحقولها اليوم، فلا المحترفين زراعة، أو زملائهم الهواة، فرشوا الارض والحقول بـ «مدّات« القماش أو النايلون لزوم فرط الزيتون عن أمه، حتى أن الاهالي الذين يستأنسون بشجرات زيتون في حدائق منازلهم «بركة»، أو سعيا خلف توفير مونة المنزل، اصيبت حساباتهم الغذائية بخلل ليس في الحسبان.

يقول ابو علي، صاحب كرم زيتون في القرعون يضم نحو الف شجرة : «موسم غريب جدا، ميت، لم نعرف له مثيلا في السابق، فمحاولة انقاذ الموسم التي بدأناها منذ نهاية السنة المطرية الماضية لم تؤت أكلها، فأتى الانتاج المتوقع متدنيا جدا بحيث لم يتعد الخمسة عشرة في المئة«.

ويلفت الى زيادة في عناية حقله في مواجهة الجفاف، فعمل على ريه دوريا بواسطة جر مياه من بئر، ووفر له الادوية اللازمة «الا ان النتيجة اتت مخيفة«.

وماذا اذا ما تكرر انحباس المطر خلال الشتاء المقبل؟ أجاب: «تكون كارثة كبيرة قد تدفع بنا الى البحث عن زراعات بديلة، لكن أملنا بان تحمل الايام واشهر الشتاء الآتية متساقطات تعوض عن السنة الماضية وتعيد لهذه الشجرة حضورها«.

نموذج كرم ابو علي ينسحب على معظم بساتين الزيتون في البقاع الغربي وراشيا، وان كان هناك استثناءات، فهي قليلة جدا مردها الى مهارة اصحابها في التعامل مع الشجرة عبر سنوات طويلة ماضية سواء بالنسبة لاسلوب التقليم أو التسميد وحراثة الارض، وقد تجد مثل هذه النماذج القليلة في بعض قرى راشيا وحاصبيا، الا ان اعدادها قليلة لا تسد حاجة السوق.

انحسار كمية انتاج الزيتون الى ما دون الخمس عشرة في المئة، ترك أثره المباشر على معاصر الزيتون المنتشرة بكثرة في المنطقة خاصة راشيا والبقاع الغربي. فالعديد من اصحابها لم« يزيتو« معاملهم حتى اليوم، فيما البعض الاخر، عمد الى تجميع الانتاج القليل لعشرات المزارعين كي يصبح بمقدوره تشغيل معصرته بأقل خسارة ممكنة.

يقول محمد عيسى احد اصحاب المعاصر في البقاع الغربي: «خسارتنا كبيرة جدا السنة الحالية، فنحن نعتمد على الموسم، ليس لإعالة عائلاتنا فقط، بل لإعالة عشرات ان لم نقل مئات عائلات العمال. اليوم بالكاد اعمل وعائلتي مع العلم انني كنت استعين بعشرين عاملا لمدة شهر ونصف الشهر من عمل المعصرة، ومثلي باقي اصحاب المعاصر«.

موسم الزيتون هذا العام فقير جدا، ويكاد يكون معدوما عند البعض، وهو على حد تعبير ابو الياس الصغبيني، «يشبه الى حد بعيد واقع البلد: حياة سياسية جدباء، معطوفة على انحباس مطر وجفاف، فكيف يمكن للزراعات ان تكون ومنها موسم الزيتون؟»

تعليقات: