الطفل الشهيد علي دقدوق إبن الجنوب
نعيش اليوم أيام شهادة علي بن ابي طالب كرم الله وجهه حبيب الله ووصي خاتم ألأنبياء اخ رسول اللة (ص) يوم التآخي صاحب ذو الفقار.
هزم لأحزاب يوم الخندق ففر امامه جبابرة قريش وصناديدها فأدرك الجميع بأن منازلة علي (ع) ذهاب نحو الموت والفناء.. فكان المكر والخداع سلاحا وسبيلا لأعدائه لينالوا منه حتى اصبح الغدر سمة الضعفاء والمنهزمين والفارين من ارض الوغى يزرعونه حيث عجزوا عن المنازلة والمواجهة فتحول غدر اسرائيل في ارض الجنوب موتا يطارد اهله فليس علي دقدوق ابن بلدة السلطانية في الجنوب سوى شهيداً إنضم الى قافلة الشهداء الذين كشفوا بأجسادهم الطاهرة خداع وزيف وضعف هذا العدو. لقد اعتقد علي بأنه قد نجى من يوم المنازلة والمواجهة حين فرّ العدو مهزوما مدحورا من ارض الجنوب امام ضربات المقاومة.
اقترب العام الدراسي ومع اشراقة كل شمس كان عليا ينتظر والده ليعود اليه بالحقيبة المدرسية كان يتسلل من بين الجميع حين يعلم بأن عودة والده الى البيت قد اقتربت كان متشوقا لأن يرى حقيبته المدرسية كان يحلم بشكلها ولونها يريد ان يضعها على ظهره وينطلق بها قبل ان يخطفها احدا منه أو ان يحال بينها وبينه لكن يأتي والده من دون حقيبة علي هكذا هو وجع الحياة الذي يملأ جيوب ابا علي فيتأثر علي ويتخذ لنفسه مكانا قصي يبكي دون ان يشتكي وكأنه العالم بما يجري حوله يمسح دموعه من فوق وجنتيه فيرتسم لون تراب ألأرض عليهما يلحق بوالده الى البيت ليرمي بجسده النحيل بين ضلوع والده يدفن راسه في حضنه ليسمع حشرجة انفاسه هو عناق بين الأب والأبن وحوار بين الانفاس الدافئة على ايقاع نبضات القلب وتمتمة الروح على شفاه الجسد كان صوتا قويا ينادي من فضاء الرحمة فيرتجفان له مما يدفع ابا علي لأن يقبض على جسد ولده بتلك يديه محاولا ان يحفر بين ضلوعه له مرقدا ازليا ويبني منها بروجا مشيدة .وأخيرا جاء اليوم الذي يحمل علي حقيبته المدرسية ويذهب الى المدرسة مع أولاد الجيران يتسابقون الى طابور الصباح يتعارفون الى بعضهم يتلون بأسمائهم كزقزقة العصافير . يعود علي الى المنزل في يومه الدراسي الاول يقص على أمه وابيه وإخوته ما راه وما سمعه فيبتسمون له فيفتح علي حقيبته ويعبث في جيوبها بحثا عن قلم الرصاص ليرسم علما فوق تلة ودبابة محترقة وجنديا فارا مذعورا هكذا هزمهم علي في اول يوم دراسي فأوجعهم ونال منهم فعجزوا عن انتزاع سلاحه فاستعانوا عليه بمكرهم وخداعهم وغدرهم.
هكذا قتلو عليا رحمه الله في أيام علي عليه السلام....
تعليقات: