تسمية شيعي وسني تسميةٌ سياسيةٌ بإمتياز، ولا تمت بصلة الى كتاب الله ولا بسنة رسوله ( ص )

" باب تسمية شيعي وسني " في الجزء الأول عرّفنا من هو المسلم ، وفي هذا الجزء نتطرق الى التسمية :

* لنتفق أولاً على أن لا علاقة لهذه التسمية ( شيعي وسني ) في كتاب الله ولا في التشريع ولا في فقه المجتهدين من علماء المسلمين وهم معروفين :

الإمام جعفر الصادق وتلامذته الأربعة الذين درسوا العلوم الدينية والفقه على يديه او من مدرسته الذي أرسى قواعدها وما زالت حتى اليوم ، وسوف نأتي لاحقاً على توضيح انشاء المدرسة ومن درس مباشرة على يديه ومن تخرج من مدرسته على يد تلامذته .

* تسمية شيعي وسني تسميةٌ سياسيةٌ بإمتياز، ولا تمت بصلة الى كتاب الله ولا بسنة رسوله ( ص ) .

ولنبدأ اولاً بشرح التسمية الأولى ( شيعي ) وهذا المصطلح كان سائداً على عهد الرسول ( ص ) حيث كان يقال هؤلاء شيعة عليٌ او جماعة عليٌ بينما هم ذاهبين الى مجلس الرسول ( ص ) وكان الرسول ( ص ) يقول : " جاء شيعة عليٌ " اي جماعته ومحبيه ، وكلمة شيعي في اللغة تعني جماعة من الناس او حزب او تكتل ، ومن ثم انتقلت هذه التسمية لتشمل آلِ بيت الرسول ( ص ) لقوله لا تصلوا عليّ صلاة البتراء وقال : قولوا اللهم صلي على مُحَمَّدٍ وآل محمد ، ولقوله هؤلاء اهل بيتي ، وفقاً لما أمر الله به المسلم أن يكون من محبي اهل البيت وشيعتهم في كثيرٍ من الآيات نذكر منها:

" إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس اهل البيت ويطهركم تطهيرا " ( الأحزاب 33 ).

وهذه الآية نزلت في بيت أم المؤمنين أم سلمة وقالت ( دعا الرسول " ص " ) فاطمة وحسن وحسين وعلي فجللهم بكساء وقال : اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا .

جاء ذلك في صحيح مسلم القسم الثاني من الجزء الثاني ص 116 طبعة سنة 1348 هـ ومثله في صحيح الترمذي ومسند الإمام احمد ، وقالت أم المؤمنين عائشة في صحيح مسلم :

" خرج رسول الله غداة وعليه مرط مرحل من شعر اسود فجاء الحسن فأدخله ثم جاء الحسين فأدخله ثم جاءت فاطمة فأدخلها ثم جاء عليٌ فأدخله ثم قال : إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا" .

وقول أم المؤمنين عائشة يدحض كل قول وكل رأي بأن نساء الرسول من أهل البيت ، ونعتقد بأن قول عائشة رد كافِ على المتطفلين الذين يزجون بإنوفهم فيما لا يفقهون ، ويتعدون بذلك حدود الله والرسول ونساء الرسول ( ص ) ومنهم أم سلمة وعائشة ، ومن يتعدى يكون شاذاً ومخالفاً لقول الله والرسول ( ص ) .

كما ونورد آية أخرى للدلالة على مكانة أهل البيت عند الله : " فمن حاجّك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع ابناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنت الله على الكاذبين " ( آلِ عمران 61 ) .

والقصد من هذه الآية وسبب نزولها أن الرسول ( ص ) أرسل كتاباً الى " ابي حارثة " اسقف نجران دعا فيه أهالي نجران الى الإسلام ، فأرسل " ابي حارثة " وفداً لمناقشة ومجادلة الرسول ( ص ) وبعد أن دار بينهم حوار ونقاش طويل ، أفحمهم الرسول ( ص ) ولما اصروا على العناد نزلت الآية الكريمة المذكورة ، وعرض على الوفد المباهلة فوافقوا وحددوا لذلك يوم 24 من ذي الحجة سنة 10 هـ .

وفي اليوم الموعود وعندما شاهد اسقف نجران والوفد المرافق ، أن النبي ( ص ) قد اصطحب معه أعز الخلق اليه وهم : علي بن ابي طالب وإبنته فاطمة والحسن والحسين ، وقد جثـا الرسول ( ص ) على ركبتيه استعداداً للمباهلة ، انبهر الوفد بمعنويات الرسول ( ص ) وأهل بيته بما حباهم الله تعالى من جلالته وعظمته فأبى الوفد التباهل ، وقال اسقف نجران ابو حارثة : إني لأرى وجوهاً لو سألوا الله أن يزيل جبلاً لأزاله بها ، فلا تُباهلوا لأنه لا يبقى على وجه الأرض نصراني الى يوم القيامة ، فقالوا : يا أبا القاسم إنا لا نباهلك ولكن نصالحك وصالحهم رسول الله ( ص ) على أن يؤودوا اليه في كل عام ألفي حلة ، الف في صفر وألف في رجب ، وعلى عارية ثلاثين درعاً وعارية ثلاثين فرساً وثلاثين رمحاً . وقد ورد هذا الحديث في صحيح مسلم وصحيح الترمذي وفي مسند احمد بن حَنْبَل لما انزل الله هذه الآية ( ندع ابناءنا وأبناءكم .. ( رسول الله " ص " ) علياً وفاطمة وحسناً وحسيناً( فقال اللهم هؤلاء أهلي ) ، وهناك آيات كثيرة نزلت في أهل البيت منها آية التصدق بالخاتم " انما وليكم الله الى .... ويؤتون الزكاة وهم راكعون .. ويطعمون الطعام ..

هذه الأيات وحديث الرسول وزوجاته دلالة على منزلة ومقام أهل البيت عند الله وعند رسوله وهم كسفينة نوح من تمسك بهم نجا .

في الجزء الثالث وتحت باب " تسمية شيعي وسني " نكمل شرح تسمية سني .

* الحاج صبحي القاعوري - الكويت

الجزء الأول من موضوع "أنا مسلم.. إ ذاً أنا شيعي وانا سنّي"

الجزء الثاني من موضوع "أنا مسلم.. إ ذاً أنا شيعي وانا سنّي"

الجزء الثالث من موضوع "أنا مسلم.. إ ذاً أنا شيعي وانا سنّي"