اطفال شبعا يلهون في الهواء الطلق غير ابهين بما يجري

شبعا/

دفع التوتر والغضب اللذين خيّما على القرى والبلدات الواقعة على مقلبي جبل الشيخ، لا سيِّما في منطقة حاصبيا والعرقوب، التي شهدت إستنفاراً أمنياً وسياسياً، بعد ورود أخبارعن وقوع عدد كبير من القتلى (سقط 28 مقاتلاً على الأقل) في صفوف "قوات الدفاع الوطني" جُلّهم من الدروز، إلى استشعار الخطر الداهم، ووقفوا إلى جانب الجيش العين الساهرة على أمن الوطن وسلامة الشعب، الذي منع نقل نار الحرب السورية المستعرة إلى المنطقة الحدودية الجنوبية، فتداعوا لعقد لقاءٍ في مركز الحزب التقدمي الإشتراكي في حاصبيا، بدعوة من وكالة داخلية حاصبيا - مرجعيون، ضم عدداً من مسؤولي الأحزاب في المنطقة، ورئيسي اتحادي بلديات الحاصباني والعرقوب، وممثلين للمجتمع المدني والمخاتير، درءاً للفتنة والإقتتال، واستجرار الحرب المدمرة من مقلبها الشرقي في جبل الشيخ، إلى المقلب الغربي منه.

عدسة "الشرق" زارت بلدة شبعا في قضاء حاصبيا، التي تقع على سفح جبل الشيخ، وعلى مرمى من نيران مواقع الاحتلال الاسرائيلي الرابضة على مرتفعات جبل الشيخ والمشرف عليها، والتقت الاهالي وفاعلياتها الذي أكدوا على ان شبعا بلدة آمنة تدعم الجيش اللبناني وهي بحمايته، الذي عزّز من وجوده وانتشاره في اماكن عدة على حدودها وعند نقاط العبور النازحين السوريين يمنع أيا كان من الدخول الى البلدة عبر المعابر غير الشرعية، ويطبق قرار الحكومة اللبنانية، بمنع دخول سوريين نازحين جدد أو جرحى الى الأراضي اللبنانية وما حدث مؤخرا كان واضحا للعيان، عند منع الجيش دخول جرحى سوريين عبر معبر جبل الشيخ، حيث جرت اتصالات ومفاوضات مع الصليب الاحمر افضت الى السماح لفريق منهم بمعالجتهم خارج المعبر بعيدا عن نقطة الجيش التي تشرف على المعبر. والاهالي يؤكدون على الحرب الدائرة في المقلب الشرقي للجبل بين النظام والمعارضة لا تعنيهم إطلاقاً، وهم استقبلوا النازحين بالترحاب لكن الوضع اصبح لا يطاق كون البلدية فعلت كل ما بوسعها للمساعدة من تقديمات ومساعدات انسانسة وغيرها. ولحفظ الامن فيها زعرت كاميرات المراقبة للسهر على امن وسلامة ابنائها.

الشمس تسطع في سماء شبعا والاطفال يلهون مع بعضهم البعض غير أبهين بما يجري في المقلب الشرقي الجبل الشيخ، يصرخون بصوت عال "نحنا منحب الجيش لانه يحمي وطننا من اي اعتداء". وتقول رفيقتهن

الطفلة لا رين ( LA REINE ) "نحنا مع الجيش اللبناني ونحبه كثيرا ولن نستسلم وسندافع عن وطننا لان لبنان بلدنا ونحبه كثيرا".

رئيس البلدية الحاج محمد صعب قال:" الوضع في شبعا هادئ وممتاز، ونحن مع الجيش وللجيش حامي المنطقة كلها، وليس لدينا تطرف او مسلحين والبلد نظيفة من احسن البلدات اللبنانية.وناشد الدولة بالالتفات الى شبعا وقرى العرقوب ، فهو بحالة يرثى لها، وهي منطقة منكوبة قبل نزوح السوريين، فكيف بوجودهم. فالبلدية لم يعد باستطاعتها تحمل هذا العبء إذا لم تأت مساعدات من منظمات دولية او غيرها. وقد عملت البلدية على تركيب كاميرات مراقبة للسهر على امن البلدة وحفظ الامن فيها بمساعدة شرطة البلدية التي تقوم بدوريات ليل نهار،لافتا الى ان شبعا وحاصبيا في احسن حال وليس هناك ما يدعو الى القلق".

الحاج ابو محيي الدين، يقلم الاشجار في هذا اليوم المشمس، فيما زوجته كانت زوجته تحضر طعام الغذاء وتدعو الى شرب القهوة ، شرح ما حدث مؤخراً وقال:" اتى عدد من الجرحى من منطقة بيت جن السورية الى محلة الرشاحة، لكن الجيش منعهم من دخول البلدة. مشيرا الى اننا نسمع احيانا اصوات انفجارات عميقة في المقلب الشرقي للجبل لا نعرف من يتقاتل مع من . ونحن الى جانب الجيش نساء ورجالا وشيوخاً، واذا حصل اي شيء ضد الجيش ترانا كلنا معه، فهم روحنا واولادنا ونحن الى جانبهم".

الاستاذ محمد عبد اللطيف قعدان قال:" : "الوضع في شبعا مطمئن جداً منذ مئات السنين وخاصة مع محيطنا من مختلف الطوائف من دروز ومسيحيين ، وليس بيننا إلا كل محبة ومودة. وأشار الى انه لا مجال لدخول النصرة او داعش او اي نوع من التطرف الى البلدة، فكل شخص سوري موجود هنا معروف لدينا، وإذا شعرنا بوجود غريب نبلغ الجيش. ولفت الى ان هناك اناس يعملون على تضخيم الامور في البلدة، ولا يمت بصلة الى الواقع في شبعا، وكوننا منطقة حدودية فالواقع يفرض عليها ، وهذا يحصل في بعلبك او في عرسال عند دخول جرحى. بالمبدأ نحن مع مؤسسات الدولة وكل ما يمس الجيش يمسنا جميعا".

وأضاف:" بالنسبة لمحيطنا و ما يحصل في سوريا، ليس لنا اي علاقة على الاطلاق، وبعيدين كل البعد عن الواقع ولا يمت بصلة الينا. وأعرب عن شكره لزيارة وليد بك جنبلاط الى المنطقة الذي عزز ورسّخ الوحدة الوطنية بموفقه الثابت من التعايش بين جميع الطوائف في هذه المنطقة، حيث لا تمييز على الاطلاق بين اي انسان من اي طائفة. وتابع يقول:" وكوننا منطقة حدودية فالواقع يفرض عليها ، وهذا يحصل في بعلبك او في او في عكار او في عرسال عند دخول جرحى. بالمبدأ نحن مع مؤسسات الدولة وكل ما يمس الجيش يمسنا جميعا".

مختار البلدة عبدو حسن هاشم،قال:" لا نريد اي غريب يدخل البلدة ونحن متفقون جميعا على ذلك، فاليوم اخذنا قرارا بعدم دخول من يخرج من بلدتنا من السوريين النازحين ،ونحن نعمل على المحافظة على بلدتنا".

لقاء أحزاب وفاعليات حاصبيا والعرقوب

وفي السياق الأمني واستشعار الخطر الداهم جنوباً، أصدر المجتمعون في لقاء "التقدمي " بحاصبيا بياناً، جاء فيه: "في خضم الشائعات التي تبثها بعض الأوساط الإعلامية عن منطقة حاصبيا، وخصوصاً العرقوب، تنال من العلاقات الأخوية الوطيدة بين مختلف أبنائها، أكد المجتمعون أن أبناء منطقة حاصبيا والعرقوب، منحازون تاريخيا إلى مشروع الدولة ومؤسساتها، ويؤكدون اليوم تمسكهم بها وخضوعهم لدستورها وقوانينها وشرائعها، ووقوفهم خلف الجيش والقوى الأمنية في سعيهم الحثيث للمحافطة على الإستقرار مقدِّرين تضحياتهم، ومتوجهين بالتحية إلى أرواح شهدائهم الذين سقطوا في سبيل حماية لبنان وأمنه".

وأشاروا إلى أن "أبناء حاصبيا والعرقوب يفاخرون بعلاقات المودة والتسامح والتضامن القائمة في ما بينهم منذ مئات السنين، ويستنكرون الحملات المغرضة والإشاعات الكاذبة، التي تهدف إلى فك لحمتهم وزعزعة تماسكهم وتشويه تاريخهم، والعبث بأمنهم واستقرارهم، ويهيبون بالسلطات المختصة، إسكات تلك الأصوات الناعقة وإقفال الأبواق المأجورة، لانها تخرب السلم الأهلي وتعرض أمن تلك المنطقة واستقرارها للخطر".

وأكد المجتمعون، "نبذ أبناء المنطقة للعنف والإقتتال الأخوي، ورفضهم للنزاعات الأهلية العبثية، ويُعلنون تمسكهم بالحوار والتفاهم، وحلّ المشاكل بالطرق السلمية والتسويات العقلانية"، مشدِّدين على أن "لا عدو لأبناء حاصبيا والعرقوب، إلاّ العدو الصهيوني الذي اغتصب فلسطين وشرد أهلها وانتهك حقوق شعبها وما زال يحتل ارضنا في شبعا وكفرشوبا ومرتفعات جبل الشيخ".

وفي ختام اللقاء، شُكلت لجنة متابعة من ممثلين للأحزاب واتحادي بلديات العرقوب والحاصباني والمجتمع المدني، مهمتها التواصل الدائم ومتابعة المستجدات وتمتين التواصل بين أبناء المنطقة.

النائب هاشم

من جانبه، أمل عضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب قاسم هاشم "توخي الدقة والحقيقة في ما يتم تداوله من بعض أهل السياسة والإعلام من أخبار حول ما يحصل في منطقة شبعا والعرقوب وقرى حاصبيا، وعلاقة ذلك بما يحدث في قرى جبل الشيخ السورية، خصوصا بعد ان تم تضخيم الأمور على أكثر من مستوى خلال اليومين الماضيين، في ظل الإجراءات التي يتخذها الجيش الوطني والقوى الأمنية لمنع الدخول إلى شبعا والعرقوب عبر الممرات الجبلية وتحت اي ذريعة أو مبرر، وهذا ما أكدنا عليه مراراً وما كانت قد تفاهمت عليه القوى والفاعليات والعائلات في شبعا والعرقوب، درءا لاي فتنة او محاولة من هذا النوع، حيث من غير المسموح لأيٍ كان ولأي جهة انتمى، زعزعة العلاقات بين ابناء المنطقة بل البلدة الواحدة، لان العلاقات بين شبعا والعرقوب وقرى حاصبيا وراشيا، هي علاقات الأخوةوالعيش الواحد والتي ستكون في مواجهة أي محاولة للعبث بأمن واستقرارالمنطقة، او الإخلال بالعلاقات الاخوية الطيبة بين أبناء المنطقة، حيث الجميع مع الاجراءات التي تتخذها المؤسسة العسكرية والاجهزة الامنية والتي لها وحدها الصلاحية في الحفاظ على أمن المنطقة وتعزيز وجودها لتنفيذ الخطة التي تمنع اي دخول غير شرعي الا في الحالات الانسانية، مع رفض استقبال ارهابيين أكانوا مصابين او غير مصابين".

وتمنى هاشم على "الغيارى والحريصين على استقرار شبعا والعرقوب ومنطقة حاصبيا، الإبتعاد عن لغة الإثارة والشحن والتحريض مهما كانت الدوافع، لأننا نعي تماما خطورة ما يجري من حولنا مع تنامي الإرهاب التكفيري، لأن تاريخ هذه المنطقة وتجربتها مع الأزمات المتعددة، تؤكد أنها عصية على الفتن ولن يستطيع أحد أن يجرها خارج أصالة هوية انتمائها الوطني العربي المقاوم، وستبقى شبعا وأخواتها من قرى حاصبيا، امتداداً طبيعيا لهذا الجنوب الذي لم يعرف يوما إلاّ العيش الوطني الواحد الأخوي، والذي نتطلع ان يكون مثالا ليقتدي به الجميع؛ لهذا فليطمئن البعض، فمهما كانت الصعوبات والتحديات والتطورات، فلن تبدل من حقيقة ان لا ممر للفتنة على هذه الارض لانها دفنت منذ زمن بعيد".

رئيس بلدية شبعا محمد صعب في دارته

ابومحي الدين يقلم اشجاره

مشهدعام لبلدة شبعا

الحاجة سامية حمدان

تفضلوا على القهوة

جلسة عائلية في يوم مشمس في شبعا

المختار عبدو هاشم

موقع للامم المتحدة في مرتفعات جبل الشيخ وبقربه يعبر السوريون

مسنّ من شبعا يجلس امام منزله