قد تكفي العباءة


كثيرة هي النوادر التي لها معنى، والحديث هنا عن انسان من قرية الجش المرحوم ابو جلال سمعان جبران حبيب جبران، المتوفي عام 1947 والذي كان مختاراً لقريته فتره طويله واحد ابرز شخصيات قضاء صفد ابان الفتره بين الحرب العالميه الاولى والثانيه، ايام الانتداب الانجليزي على فلسطين حيث عين مختاراً لبلدته في حزيران 1920.

قرى اخرى محيطه بالجش :الصفصاف، سعسع، حرفيش، دلاثه، ميرون، طيطبا، الرأس الاحمر وعلما.

نشأ خلاف في قرية الرأس الاحمر، راح ضحيته قتيلاً، الخلاف بين عائلتي ايوب والخطيب، حضر وفد الصلح للصلح من الجوار ميرون والجش ( جاهه من الديره )، الجاهه الاولى لم تفلح في انهاء الخلاف، وفي هذه الاثناء وقع خلاف داخلي بين مسلمي قرية الجش وحضر للقريه احد اعيان عائلة ايوب من الرأس الاحمر للتدخل لاصلاح ذات البين، فما كان من مختار قرية الجش الا ان حث ابناء قرية الرأس الاحمر على حل المشكله في قريته اولاً ومن ثم حل المشاكل في قرى اخرى قبل ان تصلح عنا اصلح حالك مع اولاد عمك بالرأس الاحمر. لهذه الجمله كان الوقع الكثير على هذا الشخص حيث قفل راجعاً الى بلده الرأس الاحمر، اهاب باهلها قبول مساعي الصلح ارجع جاهة الصلح التي فشلت في المره الاولى طالبأ اليها التدخل لعقد المراسيم.

وفي اليوم المقرر حضرت الوفود الى الرأس الاحمر، اعيان من قرى الجوار، ومختار قرية الجش لم يحضر !؟ وذلك بسبب مرضه. لكن الاخير ارسل مع الجاهه فرسه وارسل احد المقربين منه وعباءته وطلب من رجله ان يضع العباءه على سرج الخيل وان لا يمتطيها. حضرت جاهة الصلح الى راس الاحمر، استقبلوا من قبل اهل القريه والعائلات المختلفه والكل يسأل عن ابي جلال. تم عقد مراسيم الصلح واعلم الحضور بان مختار قرية الجش مريض، تعذر عليه الحضور لكنه ارسل فرسه وعباءه واحد رجالاته مع الوفد .

فما كان من اهل الرأس الاحمر، وخاصتة العائله التي قبلت عقد راية الصلح وقبلت بعباءه مختار قرية الجش (ابو جلال ) كفديه او دية ( بمعنى تعويض عن المغدور لعائلته ).

عقدت راية الصلح وتناولت الوفود طعام الغداء ورجع كل وفد الى قريته. تناقل الناس قصة العباءه واشادوا بكرامة هذا الرجل وحرصه على قول كلمة الحق واصلاح ذات البين بين الناس.

هذه القصه سمعتها من حفيده ابو فوزي وجيهه فوزي جبران يوم الثلاثاء 25/9/2007 وذلك في لقاء عفوي في مجلس قرية الجش وبحضور الدكتور الياس سليمان مدير قسم المعارف في القريه.

22/11/2014

جمع فواز حسين / حرفيش

تعليقات: