حسن اسماعيل وجورج حاوي (الأرشيف)
ربما كانت أوجاع حسن إسماعيل «الطويلة» أشد ألماً من خبر سقوطه برصاصة «خاطئة»...
الحرب الأهلية اللبنانية، خلع حسن إسماعيل بزة الدرك، والتحق بالقوات العسكرية التابعة للحزب الشيوعي، ليشارك في معارك بيروت والجبل.
في عام الاجتياح الإسرائيلي الذي وصل إلى العاصمة في 1982، لم ينتظر حسن إسماعيل قرار المجابهة، بل شارك في أعمال التصدي، ليلتحق بعدها مباشرة في «جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية»، منذ لحظة إعلانها.
بعد قيادته سلسلة من عمليات جبهة المقاومة في منطقة النبطية وعلى حدود نهر الليطاني، صار حسن إسماعيل إسماً مطلوباً لدى العدو الإسرائيلي، حتى تمكن من اعتقاله مع عدد من «الرفاق» العام 1984 خلال عملية إنزال نفذتها طوافة إسرائيلية على بلدة زوطر الشرقية. وخرج بعد عام من معتقل أنصار لا ليهدأ أو يبحث عن منحى حياتي آخر، غير النضال في صفوف الحزب الشيوعي.
حسن إسماعيل، رفيق زياد الرحباني وصديقه، وقد تولى أمنه الذاتي في محطات وظروف عدة، وشارك ممثلاً في مسرحيتين من مسرحيات الرحباني، «فيلم أميركي طويل» و»بخصوص الكرامة والشعب العنيد».
لم يرق الرفيق حسن مآل الشيوعيين وتفرق شملهم واختلافهم الفكري، الذي وصلت عدواه (الاختلاف) إلى بيته الأوسع زوطر الشرقية، ودخلت عتبة بيت والده المناضل محمد إسماعيل٫
أما أكثر ما عانى منه حسن في الآونة الأخيرة، فهو قلة الحيلة في مواجهة صعاب الحياة، وغياب لغة الحوار التي كانت تجمعه بالعديد من الرفاق، الذين ظل يحنّ إليهم.
كأن الأديب حنا مينه، في روايته «نهاية رجل شجاع» قد كتب فصولاً من حياة حسن إسماعيل، من خلال شخصية «مفيد الوحش» ومنحاها النضالي إلى حد الاستشهاد عن سابق إصرار ورغبة.
حسن إسماعيل
تعليقات: