سمى بالإيبولا نسبة لإكتشافه اول مرة في عام 1976 في قرية تقع في جمهورية الكونغو على ضفاف نهر الإيبولا ولهذا كني باسمه
نفهم و نحذر ولا نخافُ ونرتعب.
مرض فيروس الإيبولا او حمى الإيبولا النزفية، هو مرض شديد الفتك إذا اصاب فرداً ويؤدي الى الوفاة بنسبة تصل الى أكثر من 90%.
سمى بالإيبولا نسبة لإكتشافه اول مرة في عام 1976 في قرية تقع في جمهورية الكونغو على ضفاف نهر الإيبولا ولهذا كني باسمه. منذ ذاك الوقت وحتى يومنا هذا حصد الآف الأرواح في عدة انتشارات سابقة في الكثير من الدول الافريقية، ومثلما كان يبدأ كان ينتهي بدون اي سبب واضح أو جلي.
لماذا اليوم هذه الحملات والإضاءات عليه من جديد؟؟
في عام 2014 وتحديدا في شهر أذار شُخِصت حالات جديدة مصابة بالمرض في كثير من الدول في غرب افريقيا، وهذه ظاهرة لم تكن تُرى في الانتشارات السابقة التي كانت محددة في اماكن معينة ولم تتخطى حدود الدول المصابة، اما في هذا الانتشار الجديد فقد تخطى الحدود وبات يهدد بوباء عالمي جديد يقضي ليس فقط على أرواح الناس بل أيضاً على إقتصاد الدول المصابة، بسبب تغير الفيروس لبعض من خصائصه التي جعلته أكثر قدرة على الانتشار، حيث انه تبين ان قدرته على الانتشار من شخص لآخر قد إزدادت بشكل ملحوظ، وليس كما في السابق، ينتقل من شخص لاخر بشكل خجول ومصدر عدوى الانسان كان سببه مخالطة الحيوانات كالخفافيش والقرود.
طريقة العدوى؟
قد يصاب الشخص اي شخص بالفيروس وتباعاً بالمرض من خلال الملامسة المباشرة لدم الفرد المصاب او افرازاته كاللُعَاب والعرق والبول وغيرها من سوائل جسده، أومن خلال ملامسة السطوح والمواد الاخرى الملوثة بتلك السوائل كالمفروشات والملابس. اما العدوى عن طريق الهواء فهي غير ممكنة ولكن في حال العطس او سعال المصاب على فرد غير مصاب يمكنه نقل العدوى اذا لم تكن المسافة بينهم اكثر من المترين بسبب تناثر اللُعاب من الفم.
وفي الوباء الحالي ساهمت ايضا وبشكل مباشر مراسم الدفن للمتوفين بهذا المرض بإصابة المشييعين عند لمسهم جثة المتوفي.
وما زاد الطين بلة هو الوضع الصحي المزريمن قلة في العاملين الصحيين المؤهلين والمراكز الصحية في الدول الفقيرة المصابة بالمرض التي ساهمت بشكل كبير في انتشاره.
أعراضه؟؟
قد تحتاج حتى 21 يوم لتظهر، وفي خلال هذه الفترة لا يمكن أن يعدي المصاب اي شخص غيره، اي ان فترة العدوة تبدأ مع ظهور العوارض.
واعراضه تتمثل في اصابته فجأة بحمى والام في العضلات مع صداع والتهاب في الحلق، وقد يتسبب بتقيؤ واسهال وظهور طفح جلدي. وفي بعض الحالات بنزيف داخلي وخارجي على حد سواء، كاللثة والجلد او خروج للدم مع البول أو البراز.
علاج او وقاية؟؟
حتى اليوم جل ما يمكن فعله هو عزل المصاب واحتضانه بالرعاية الصحية لتعويض نقص السوائل والأملاح وعلاج اعراضه المرضية كالحمى لزايدة فرصة بقائه على قيد الحياة.
الوقاية هي الحل...
في لبنان وسائر الدول الوقاية هي ما يتبع، وذلك بالكشف على جميع المسافرين القادمين من الدول الإفريقية بقياس درجة الحرارة، وفي حال الشك يُعزل ويحوّل المسافر الى احد المستشفيات للتأكد من الإصابة بالفيروس او من عدمه بسبب وجود العديد من الأمراض التي يمكن معالجتها طبيا وتتمثل عوارضها كعوارض الايبولا كالإنفلونزا الموسمية والملاريا وهما الأكثر شيوعيا.
اما الوقاية على مستوى الأفراد فهي الأهم، فيجب علينا التبليغ عن اي شخص قد نعتقد بانه مصاب بالفيروس، وعدم المخالطة المباشرة معه وبالإبتعاد عن الأماكن المزدحمة، مع غسل اليدين بشكل دوري والاهتمام بالنظافة الشخصية ونظافة البيئة المحيطة.
في البلدان المصابة اجراءات اخرى تُتَخذ كاستخدام الكمامات والالبسة الوقائية عند التعامل مع المرضى، وعدم ملامسة الحيوانات التي قد تكون حاملة للمرض، واتباع ممارسات امنة لدفن الموتى.
فسحة أمل..
بالرغم من أن نسبة الشفاء ضئيلة وحتى حتى هذه اللحظة لم يعرف سبب شفاء بعض المصابين، الا ان نسبة انتشار المرض في بعض الدول قد بدأت بالتراجع، ويعتقد سبب ذلك هو الحملات الصحية والوقائية في البلدان المصابة والعالم، والمثال في ذلك ما حصل في نيجيريا، حيث انه لم يبلّغ عن اي حالات جديدة مصابة منذ أكثر من شهر.
في النهاية.. الوقاية من الوباء، خير من السيطرة عليه.
* حسين أبو عباس 29/11/2014
تعليقات: