سلطان باشا الاطرش قائد الثوره السوريه الكبرى عام 1925 ضد الاحتلال الفرنسي في سوريا ولبنان
نعم.. لا خير في أي احتلال. والحديث هنا عن مظالم الاحتلال الفرنسي في سوريا ولبنان.ايام الثوره السوريه الكبرى عام 1925 بقيادة المرحوم سلطان باشا الاطرش.
الطائرات الفرنسيه تقصف تجمعات الثوار في الجبل, ولا ترحم المسنين, الامهات والاطفال. الاهالي يتركون منازلهم ويفتشون عن ملجأ لهم في المغر والاوديه. تشاء الاقدار ان تصيب قذيفة الطائره امرأه مرضعه كانت تحمل رضيعها على صدرها. الام تصاب وتقع على الارض,ابنها يصرخ على صدرها ,الام تنزف الى ان تفارق الحياه. ابنها يبقى لوحده يحاول ايقاظها بصراخه, ولكن دون جدوى.
يمر بعض الوقت ويمر بالقرب من الجثه راعي مع ما بقي من قطيعه الذي تعرض للقصف ايضآ, وعند ساعات المساء يسمع صوت طفل يأن ويأن...يقترب الراعي من الصوت وتقع عيناه على مشهد رهيب, امرأه ملقاه على الارض... جثه هامدة وبين ذراعيها طفل رضيع... يبكي احيانا, يتنهد ويهدأ اخرى.
الراعي يعتني بدفن الجثه في المكان ويأخذ الرضيع على ذراعيه ليصل الى خيمته ويخبر زوجته بما حدث وبما رآه ويعطيها الطفل لترضعه اسوة بابنها الرضيع.
الراعي وزوجته يعتنيان بالطفل ويعطفان عليه, من جهة اخرى قطيعه يكثر ويدر عليه بالخيرات.
الراعي المذكور من عشيرة السارديه, قبيله مجاوره لجبل الدروز وتربطهم علاقات صداقه وحسن جوار.
تمر الايام والسنين الطفل يكبر ليغدو شابا يافعا وفي سن ال 19 مثله مثل شبان القبيله عليه ان يختار قرينه له. يخجل من (والديه) ويذهب عند عمه ليطلب يد ابنته...
العم الذي يعرف قصة هذا الشاب يحتار في الامر لانه يعرف الحقيقه بأن هذا الشاب بالاصل ليس ابن اخيه ولا يعجل في اعطاء الجواب.
العم يذهب لاخبار اخيه بالذي حدث وتأتي ساعة الحسم...
علي ان اصارحه بالحقيقه!
بدون شك انها لحظات مؤثره لجميع الاطراف...نعم يا بني ما قمت به اتجاهك كان واجبا علي والحمد لله فان الله تعالى وفقني انا وعائلتي وقطيعي...
لك عندي نصف قطيعي وانت مخير:اما ان تبقى معنا وبيننا واما ان ترجع الى بلدك علك تتعرف على اقاربك.
الشاب يستأذن ليرحل على امل ان يلتقي بمن بقي من ذويه معاهدا الراعي وعشيرته المحافظه على العلاقه والمعروف.
وبالفعل يرجع الشاب الى احدى قرى الجبل ويحل ضيفا على مختارها ويعرف عن نفسه انه من عرب السارديه. المختار يعتني بالضيف ويكرمه ويدعو على شرفه اعيان القريه ومسنيها. كالعاده يسردون حكايا ايام زمان ويطلب المختار من احد المعمرين ان يحكي ما عنده.
بعد سرد قصص الثوره والثوار, مظالم الفرنسيين وقتلهم للنساء والاطفال,لا تلوموني وان سالت دموعي فقد فقدت ابنة عمي وابني الرضيع ولم اعرف عنهم أي خبر...
الشاب الضيف يتابع سرد القصه ويمعن في ذلك المسن ويقول لنفسه:انه ابي...ا ن ه ا ب ي...تكاد الكلمات تتعصر ومن ثم يتمالك اعصابه ويقف في الوسط ويقول للراوي وعلى مسمع من الحضور:انا ابنك وانت ابي...يتعانقان مقبلين بعضعم البعض ومن حولهم صمت رهيب وحناجر تختنق ودموع تسيل. نعم انه مشهد مؤثر تدمع له حجارة البازلت.
دهش الحضور مما رأوا وما سمعوا وشاعت القصه عند اهل القريه والجوار وعاد الشاب الى حضن اهله وبلده.حيث قرر المختار واعيان القريه تشكيل وفد لزيارة الراعي وعربه تقديرا وعرفانا لما قاموا به اتجاه طفل الثوره وغلام اليوم.
وقالوا اعرب السارديه: نعم كانت بيننا صداقه حاميه وطويله (ابا عن جد) والان تحولت هذه العلاقه الى قرابه.
نعم انها عبره ال من يعتبر وغاية في العمل الانساني والجيره الحسنه.
* فواز حسين , حرفيش ,2010
تعليقات: