تلك المرأة هي أمي‎

السيدة مريم قاسم باشا حرم المرحوم السيد حسين علي نصّار
السيدة مريم قاسم باشا حرم المرحوم السيد حسين علي نصّار


اذا وقعت عيناك في حين الدخول وتصفح هذا المقال تذكر دعم امرأة رفعت في الموج يديها واجتازت الف باب. عندما قبّلتها بكيت لما يحمل قلبها من عروبة لا يحملها مع الامواج الا عربي اللون والانتماء. تلك هي المرأة التي فارقت "الكواكب" واختارت الحياة، حياة ابنة خيامية المرجع والانتماء. حياة امرأة لن يستنكف احدهم بأن يعترف بفضلها... وهي تُربت على كتفي، وتقول لي كلمة فولتير الخالدة " كثيراً ما رأيت عصفوراً يطير وراء نسر"، وفي اعتقادي ان النسر يفر منه. ايا امي ما زلت احافظ في يدي الكاتبة على العهد القديم فلا اغير اسمي، ولا ادفن مبادئي بعد ان آلت اليَّ ما آلت الاحوال، تستدعي ذهني احد الوية قادة حرب اكتوبر...وهل لي ان لا اشترك واشارك معهم في صيحة الله أكبر.

لم تخاصم امي تعليمي وحبي للثقافة والحياة فكانت دوماً تدعوني الى ان اكتب بشكل حر و نزيه لمحبة التراث العربي الاصيل، ولمحبة الكلمة بالرغم من طغاة الادب المترجم. ودعتني تلك المرأة الجليلة ان اقرأ المتنبي وان لا استعيظ عن قراءة ابن خلدون، اكثر مما دعتني الى قراءة شكسبير. واشارت اليً ان اهتم بالتاريخ، تاريخ وطني والتاريخ العربي رغم عدم اتقانها لاي من اللغات. ودعتني الى تأليف عشرين رواية تستعرض الاطوار. بالرغم من قناعتي ان مختلف الاطوار فيها اغارة وتشويه ونبش من هذيان.

تلك هي الرواية التي طالبتني امي ان اكتبها، وانا ما زلت الى الآن كجرجي زيدان فهو لم يكن مؤرخاً يكتب ولكنه وضع الخيال قديماً في احذية البنات اليابانيات وها انا افعل ذلك منذ سنوات.

* هيفاء نصّار - أوتاوا، كندا

تعليقات: