قُلْ لي أيا وطن النجوم تُرى غدًا ماذا ستصبح حين تسْقط أنجمُكْ؟
في هذه القصيدة _ وكي لا أُتّهم بالخيانة _ أنا مضطرّ للتوضيح أنّني لا أتحدّث عن الوطن كقطعةٍ جغرافية خُلقْتُ و كبرْتُ فوقها، أو كأرضٍ مقدّسةٍ عشقْتُ كلّ حبّة ترابٍ مرّتْ عليها، أو كسماءٍ يعيش فيها الله، إنّما أتحدّث عن الوطن بطبقته السياسية الفاسدة التي لا تمثّلني ولا تمثّل أيّ شريفٍ، وبالساكتين عن الحقّ الذين لولا شاءت الأقدار لعيونهم أن ترمشَ لظننّاهم أمواتًا.
أما نحن فإمّا أن يكون وطننا جديرًا بالإنتماء إلينا ويكسر قيوده وينتفض، وإلّا فالأجدى بنا أن نتبرّأ منه ونعيش بلا وطن.
فيا أيها الأحرار، فليشعلْ كلٌّ منّا عودًا واحدًا من الكبريت وليلقِه نحو قصورهم وسراياهم حاكمًا حاكمًا، ومن يدري، ربّما جهنّم أسعرَتها بعض عيدان الكبريت!!!
وطني...أأكتب فيك شعرًا أشتمُكْ
أألطّخ الورق النقيّ وأرسمُكْ
ما كنت أحْسب أنّني
وبرغم أنّك موطني
سأملّ منْك وأسأمُكْ
حلموك قبلي جنّةً فخذلتهم
أأكون في هذا الغباء وأحلمُكْ
أنظرْ إلى ما أنت فيه من القباحة
ثم حاول أن ترى من يحكمُكْ
مدّدْ لنفسك مرّةً أو مرّتيْن وكلّما مدّدْتَ سوف أهاجمُكْ
إنّي سأُسْقط كلّ يومٍ نجمةً
أو نجمتيْن وسوف أبقى أرجمُكْ
قُلْ لي أيا وطن النجوم تُرى غدًا
ماذا ستصبح حين تسْقط أنجمُكْ
إنْ كنتَ أبكيتَ الطّهارة لا تُصَلِّ فلن يكون هناك ربٌّ يرحمُكْ
يا أيّها الوطن الذي لا يُشْتهى
إنّي وحقّ الطّهْر سوف أحطّمُكْ
سأكون مثْل رصاصةٍ فاعلمْ إذا
حاولْتَ نزْعي مِنْ ذراعك أؤلمُكْ
أنظرْ إلى ما أنْتَ فيه تُراك أنت ظلمْتَ نفسك أمْ أنا منْ يظْلمُكْ
كم أوهموك وكم قضيْتُ طفولتي
بين القصائد جالسًا أتوهّمُكْ
كم كنتُ أقْرأ عنْك شِعْرًا زائفًا
لو عادت الأيّام لا أتعلّمُكْ
تعليقات: