مبنى ثانوية الكفير الرسمية - حاصبيا
باتت غالبية المدارس الرسمية في قرى وبلدات حاصبيا والعرقوب مهددة بالإقفال رغم وجودها في مبانٍ شُيِّدت وفق مواصفات تربوية حديثة وقادرة على استيعاب المئات في أجواء مدرسية مريحة، بعدما انخفض عددهم ليساوي عدد الأساتذة في بعض المدارس. فمدرسة الكفير الرسمية التي وصل عدد تلامذتها في أوائل الثمانينيات إلى نحو 400 تلميذ من مختلف قرى الجوار، أصبحت اليوم تضم 22 تلميذاً مقابل 18 معلماً، يدرسون في مبنى جديد مؤلف من ثلاث طبقات نُفذ بتمويل من البنك الإسلامي للتنمية بتكلفة بلغت نحو مليون دولار أميركي.
في المقابل، تشهد الثانوية الرسمية للبلدة إقبالاً كثيفاً من غالبية قرى القضاء، إذ يصل عدد المسجّلين إلى نحو 270 تلميذاً. غير أنّ الثانوية تحتاج إلى أساتذة متعاقدين في المواد العلمية الأساسية، فيما يبقى الدمج بين الصفوف مسألة غير مجدية تعوق عمل الطلاب في صفي علوم الحياة والعلوم العامة. وفي هذا الإطار، يناشد مدير الثانوية نعمان الساحلي مديرية التعليم الثانوي السماح بفصل هذه الصفوف عن بعضها وتأمين ساعات التدريس إما بالتعاقد أو توفير أساتذة في الملاك من ذوي الاختصاص من مدارس تملك فائضاً. ويشير الساحلي إلى أنّ المبنى يحتاج إلى الترميم بعدما شغله النازحون في عدوان تموز، والإدارة تعمد إلى معالجة العوائق بما يتناسب مع أوضاعها المادية.
وفي بلدة شبعا، لم يكتمل التسجيل في الثانوية الرسمية بسبب الضائقة الاقتصادية للأهالي الذين ينتظرون مساعدات يقدمها متموّلون من أبناء البلدة لسد حاجات العام الدراسي، فيما يتوقع أن يصل العدد إلى 200 تلميذ بعد إنهاء التسجيل.
ويلفت مدير الثانوية محمد يحيى إلى نقص في بعض مختبرات الفيزياء والكيمياء وعلوم الحياة، موضحاً أنّ البلدية تحرص على استمرار نشاط المدرسة وتقدّم لنا مساعدات لجهة تأمين محروقات للتدفئة، إذ غالباً ما يسود العام الدراسي طقس بارد ومثلج يؤدي إلى قطع الطرقات.
ويشير مدير المدرسة الرسمية في شبعا يحي علي إلى أنّ المدرسة تضم 256 تلميذاً، وتعاني نقصاً في عدد المعلمين، فهي تحتاج إلى ستة معلمين في مواد الرياضيات والعلوم واللغات. ويقول: «المناهج الجديدة تولي أهميةً للمواد الإجرائية من رياضة وفنون، والوزارة لا تسمح بتدريسها إلاّ لمتخصص في الملاك». وعن سير التدريس في المدرسة يوضح علي أنّه يجري تشعيب الصف لغاية 41 تلميذاً بموجب تعميم صادر عن وزارة التربية بحجة تخفيف أعباء التعاقد، متسائلاً: هل يجوز تدريس 40 تلميذاً في التعليم الأساس في صف واحد؟ ويردف قائلاً: «هناك صفوف في المدرسة تضم 43 تلميذاً وغير مسموح بتشعيبها بانتظار موافقة الوزارة». وينتظر أن يستدعى الأهالي لرفع الصوت عالياً في حال لم تتم الموافقة على التعاقد مع بعض
الأساتذة. وفي مرجعيون يؤكد مدير المدرسة الأرثوذكسية زياد عبلا «أنّ الإقبال على المدرسة ازداد هذا العام بنسبة 20%، نتيجة توافد التلامذة من مدارس رسمية وخاصة».
ويعزو بعض المديرين أسباب تراجع الإقبال على المدارس الرسمية في المنطقة إلى سياسة الدولة التربوية التي تشجع على انتقال الطلاب إلى المدارس الخاصة طمعاً بالمنح المدرسية، ما أدى إلى تناقص أعداد الوافدين إلى المدارس الرسمية لمصلحة المدارس الخاصة. كذلك يتحدث المديرون عن عوائق تعترض العام الدراسي الجديد منها عدم توافر الأموال لشراء محروقات للتدفئة وغيرها من المستلزمات الضرورية، لذا فهم يتطلعون إلى إقامة مجمع تربوي لمدارس المنطقة يتسع لأكثر من 500 تلميذ، بغية القضاء على الهدر من جهة وإعادة ترتيب أوضاع المدرسة الرسمية من جهة ثانية.
يذكر أنّ مجلس الجنوب والبنك الإسلامي وجهات دولية أخرى شيّدت عشرات المدارس في القرى والبلدات الجنوبية والتي تعاني نقصاً في عدد التلامذة.
تعليقات: