قلعة الشقيف بعد ترميمها
التنقيبات الأثرية تكشف تاريخ استخدامها موقعاً عسكرياً عبر العصور
ق
على رأس نتوء صخري وأعلى قمة في بلدة أرنون الجنوبية على ارتفاع 700 متر عن سطح البحر تربض قلعة الشقيف، في موقع استراتيجي تشرف منه على فلسطين المحتلة والسهل الساحلي ونهر الليطاني والجولان في آن واحد، وتطل من الجهات الأربع على قرى في أقضية النبطية ومرجعيون وبنت جبيل وجزين، وتعتبر واحدة من أطول المواقع في العالم استخداماً كموقع عسكري، منذ بنائها عام 1139 وحتى عام 2000 تاريخ الانسحاب الاسرائيلي منها.
ومن أجل حمايتها والمحافظة عليها كرمز للنصر والتحرير، وكمعلم تاريخي ووطني، قررت الدولة اللبنانية ترميمها وتحويلها موقعاً سياحياً واثرياً، يؤمها السياح والزوار، ويتنشقون في ارجائها رائحة العزة والحرية. ولهذه الغاية وقع في 7/ 11/ 2007 اتفاق بين مجلس الانماء والاعمار والصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية، من أجل تأهيل قلعة الشقيف، بكلفة بلغت 3,5 ملايين دولار، ساهم لبنان بمليون دولار منها. ووضع حجر الأساس عام 2010، وبدأ مشروع الترميم في 2011 واستغرق نحو أربع سنوات.
وفي لقاء مع "النهار" يشرح المسؤول عن المواقع الأثرية في الجنوب في المديرية العامة للآثار علي بدوي مراحل المشروع الذي قسم ثلاثة اجزاء:
1 – اجراء حفريات اثرية في القلعة، وكان الأمر ضرورياً لسببين: الأول لاكتشلاف المزيد عن تاريخ القلعة من خلال اللقى الاثرية التي يعثر عليها، ولضرورات الترميم ثانياً لأنه لا يمكن القيام به من دون استكمال أعمال التنقيب.
2 – ترميم القلعة: على مدى سنوات تعرضت لدمار وتخريب خلال الحرب منذ عام 1978، ونالت نصيبها من القصف والاعتداءات الاسرائيلية، فدمرت سقوفها وواجهاتها، واستخدمها الاسرائيليون منذ عام 1982 وحتى انسحابهم عام 2000 كمركز لدورياتهم ولشن هجماتهم، ما هدم اجزاء منها بشكل كبير، فكانت بحاجة الى مشروع ترميم على مستوى ضخم.
3 – تأهيل القلعة سياحياً لاستقبال الزوار والسياح.
تعليقات: