لا يشعر اهل القبور بالصقيع ومظاهر ثلجية وقد وجدوا في حياة الآخرة طعما ومعنى آخر للحرية
وكأن احدهم اليوم في الصقيع والبرد سيحكي من القبر تجربة شخصية.
وكأن احدهم يقول مع البرد والصقيع سأحكي تجربة شخصية، حيث ان نحن الموتى دوماً تتدنى اوضاعنا المادية.
أمّا اوضاعنا المالية فحدّث ولا حرج. لم يعطنا احد أي ّ معنوية.
ترخيص للفرقة او اشهار للهوية.
لا تستحي اسأل فان الحماس والحشرية وحدهما مدخل القضية.
وحيث ان هناك في العالم الآخر من يدفع وهناك من لا يدفع حتى ربع القيمة المقضية. او حتى نصف القيمة المرمية.
واذ بعضنا يكلم بعضنا. يشتكي بعضنا الحال ويبحث آخر عن تمويل للقضية.
ونحن لا نملك الا الحديث عن تجارب تكون من العدم تجارب شخصية.
ولا نملك ولا حتى مبالغ نسبية.
فكان ان قرّر أحدهم ( منا) ان يشحذ خمس دولارات برسم القضية.
ويأكل في مطاعم مهترئة ثياب نادليها تكريساً لعوز وفقر الاحجية.
ويشرب على مقاعد الحوانيت شربة أبدية.
وبعد الحفلات الخاصة المخملية التي تقوم على التبرعات ، فضّل احدنا ان يأكل خبزاً معفناً مية في المية.
ويقوم بتجارب اعداد صحن تبولة على بقايا اغضان البقدونس من فضلات المحلات والمطاعم اللبنانية.
وعلى كراسي مسارح العاشقين الموتى قرر احد آخر ان يطلب مسحة سندويش بالرغوة الطحينية. فالموتى لا يأكلون الا بشرف القضية.
وقرّر ميت آخر ان يأكل بقايا ما ترميه مطاعم الماكدونالد في حاويات محترمة، على الاراضي الكندية.
وظنّ آخر ان الفصول انتهت للمسرحية وسيعود الى الحياة من جديد بعد الغربة العملية.
حتى انّ آخر من هول القضية فضّل فضاء فواتير مدفوعة حتى في الأبدية.
ربما هذا الآخر فضّل خطوة عملية في طريق النهضة المسرحية، حيث الجامعات لا تقبل الاقساط الا مدفوعة في عهد قبل وبعد العملية.
يا ان كل شيء على ما يرام في هذه الابدية. والحال من بعضه، فحال من في القبور مثل حالنا بل متقدم اذ لا كتب لتعلم عدم الامية.
ولا اقلام رصاص لكتابة خطط عدم التدهور في مجال الثقافة التعليمية.
يا كم لا يشعر اهل القبور بالصقيع ومظاهر ثلجية وقد وجدوا في حياة الآخرة طعما ومعنى آخر للحرية!
* هيفاء نصّار - أوتاوا، كندا
تعليقات: