رغْم الرّمال تَطايرُ حوْلي ورغْم احْمِرار السّماءْ لقدْ كنتِ أنْتِ التّألُّقَ مِنْ بيْن ما أشْهَدُهْ
ورغْم ازْدِحام المكانِ ورغْم ازْدِحام الشّوارعْ
ورغْم الغروب المُثير ورغْم جميع الرّوائعْ
لقدْ كان وجهُكِ أجْمل ما في المكانْ
لقدْ كان يبْدو مُضيئًا كناصية الأرْجوانْ
دعيني أراه قليلًا وأثْملْ
دعي أعْيُني تتأمّلْ
وتزْرعُ بين الثّواني سلالًا مِنَ الأقْحوانْ
ورغْم الرّمال تَطايرُ حوْلي ورغْم احْمِرار السّماءْ
ورغْم ارْتِماء النّهار كما الطّفْلِ فوْقَ أكُفِّ المساءْ
لقدْ كنتِ أنْتِ التّألُّقَ مِنْ بيْن ما أشْهَدُهْ
يَدُ الله أبْدعَتِ الصُّنْعَ فيكِ فسُبْحان ما أبْدعَتْه يدُهْ
وسُبْحان عيْنيْكِ في الإبْتسام وعنْد البُكاءْ
وسُبْحان كلِّ لقاءٍ جميلٍ كَذاك اللّقاءْ
لقدْ كنتُ أحْلمُ بِامْرأةٍ تسْتحِقُّ انْتِظاري
تكون هي الرّوح تخْلقني في خِضَمّ احْتضاري
فأهْدانِيَ العُمْرُ أرْوعَ ما أنْجبتْه النّساءْ
إذا اخْترْتِ أنْتِ البقاءَ سأحْيا
فكيْف سيقْتربُ الموْتُ مِنّي
وكيْف أموتُ وأنْتِ الهواءْ
وإنْ غبْتِ عنّي
سأعْلنُ أنّي
قُتِلْتُ فتحْتَ التّراب ضعيني
وثمّ أقيمي علَيَّ العَزاءْ
* الشاعر محمّد مخزوم
تعليقات: