أبو فادي محمد سويد محاطاً بأفراد أسرته
(المرحلة الأولى... وتسمى الأيقاظ بالأنف )
تنبعث رائحة قهوة من الغرفة الثانية ...
كان يعدها أبي بشغف , فتوقظني من أنفي ... رغم أنفي
هذا يعني ... المدرسة !!!!
أشد الغطاء فوق رأسي , وأكذًب الرائحة .
هنيهة ... ثم هنيهات ...
يرسل مذياعا صغيرا يعشقه أبي ... ستة دقات متتالية ؟
طن...طن...طن...طن...طن...طن...هذه دقات BIG BEN
هنا لندن القسم العربي في هيئة الأذاعة البريطانية واليكم نشرة الأخبار ...
مرة ثانية ... يعزل عقلي الصوت في مكان واقع بين الحقيقة والخيال ... وأضغط الوسادة برفق الحالم ...وأكذب الصوت .(هذه المرحلة الثانية ...وتسمى الأيقاظ بالأذن )
دقائق معدودات ...وأسمع صوتا حنونا رخيما ... منقطع النظير ,يجعلني وبطرفة, أتوجه واقفا مقفل العينين صوب المغسلة لا ألوي على شيء ...
( هذه المرحلة الثالثة ... وتسمى الأيقاظ بالحنجرة )
وهناك مرحلة أخرى , قد لا تستخدم في أكثر الأحيان ولا سبيل لذكرها الآن
( وهي المرحلة الرابعة ... وتسمى الأيقاظ باللمس )
في طفولتنا هناك اشياء نكرهها وبحقد دفين يملأ أرجاء فكرناالساذج, لاندعها تقترب من دائرة النظر ...
هي ,هي ذاتها هذه الأشياء نعشقها عندما يستطيل العمر ونغدو آباء ... نذيب أدران حقدنا المصنوع من شمع أسود ...
بين الطفولة ... والأبوة علاقة ملتبسة , تبدء بالشم ولا تنتهي باللمس ...
أبي ... أحن الى رائحتك ... الى مذياعك ...الى صوتك ...الى لمستك والى كل مراحلك ... أحن الى وقع الطفولة في أبوُتك ... والى طفرة أبوُتي في غربتك ...
سجلّ التعازي بالمرحوم أبو فادي محمد سويد
أبو فادي محمد سويد
تعليقات: