عتاد اهالي حرفيش في الماضي ان يغلوا القمح ويضعوه في منطقه صخريه وعلى ضفاف وادي كاذب يدعى وادي الغسالات بالقرب من عين مزاريب
يحكى عن ايام زمان، في الكثير من القرى، اعتاد الناس على اعداد مؤونه الشتاء في فصل الصيف، بحيث يحضر كل بيت كفايته من القمح لمدة سنة او سنتين ونضع بعض القمح في وعاء حديدي كبير يدعع الخلقينة ويغمر القمح بالماء ويتم غليها على نار قويه ولمدة طويلة ( هذه العمليه تسمى سلق القمح )
ومن ثم نشره على سطح مستو او على صخره كبيره ولعدة ايام ومن ثم يتحول القمح الى بليلة وبعد ان تجف تسمى سميدة .
القمح المسلوق ( السميدة ) توضع في مخازن داخل البيوت ومن ثم يستعمل لاعداد الطبيخ , البرغل الجريش .
بالاضافه الى القمح المعد للطحين والذي يغسل ايضاً قبل خزنه للطحين .
اهالي حرفيش , اعتادوا في الماضي ان يغلوا القمح ويضعوه في منطقه صخريه وعلى ضفاف وادي كاذب يدعى وادي الغسالات بالقرب من عين مزاريب , من الجهه الجنوبيه للقريه الى ان يجف ويعبئ ثانية في اكياس ويعاد الى البيت .
هذا الوادي يجري في فصل الشتاء ومن ثم يجري متقطعاً مع بعض العيون باقي ايام السنه ( وادي الحبيس ) .
وادي الغسالات يسمى بهذا الاسم لان الاهالي اعتادوا غسل ملابسهم ونشرها على الصخور وذلك لوفرة الماء في الوادي .
اما القصه
التي نحن بصددها هي ان بعض البدو الرحل في منطقة جبل رخصون , جنوبي القريه , اعتادوا على الوصول الى العين ليسقوا قطعانهم وبعضهم حاول سرقة القمح المسلوق خلال الليل .
قريه حرفيش تباركت بمقام مقدس يحضنها ويرعاها عبر السنين ( الني سبلان عليه السلام ) وكثرت القصص عن معجزات وحكايا حول النبي المذكور ومنها ان الاعرابي من رخصون الذي اتى الى وادي الغسالات بنية السرقه قد ملأ كيساً وحمله على ظهره وقرر الهروب في الظلام الدامس وهنا تقع المعجزه حيث انه لم يقو على المشي طوال الليل , وبقدرة حارس هذه الغله( النبي سبلان ) يشعر السارق انه يمشي في مكانه ويحكى ان كيس القمح على ظهره امتلأ بالنمل لينقل حبات القمح ويرجعها الى المنشر بالقرب من الوادي , وهكذا تمر ساعات الليل والاعرابي في مكانه, الى ان يبزغ الفجر فيضع الاعرابي الكيس على البلاط ثانية ويهرب فارغ اليدين .
* فواز حسين – حرفيش
جمعت 3/11/2014
للنشر شباط 2015
الخلقينة.. قصص لا تنسى من التراث القروي
تعليقات: