السيارة الذكية في مركبا
مركباــ السيارة الذكية» كما سماها جنود الكتيبة الأندونيسية العاملة في الجنوب، بدأت تجول على العديد من القرى والبلدات الجنوبية في قضاء مرجعيون، الداخلة ضمن نطاق عمل القوات الأندونيسية، والمعدّة خصيصاً لألعاب الأطفال الممنهجة لترفيههم وتثقيفهم وتعويدهم على النشاطات الثقافية والعلمية المتنوعة.
بدأت القوات الأندونيسية نشاطها الخاص بالأطفال منذ صيف العام الماضي، بعد أن استخدموا سيارة جيب عسكرية لنقل المعدات والألعاب الخاصة بالأطفال إلى القرى الجنوبية. ونتيجة لنجاح أعمالهم هذه، كما يقول مسؤول الأنشطة المدنية في القوات الأندونيسية الكابتن بانكين، «طلبنا من الرئيس الأندونيسي سوسيلو يودويونو سيارة مخصصة لذلك، وقد لبّى الطلب على الفور وعلى نفقته الخاصة، تحت إشراف زوجته آني يودويونو، وهي مجهزة بالألعاب والكتب، وتلفزيون مع أفلام ثقافية وعلمية متنوعة، وجهاز كومبيوتر، والقرطاسية الخاصة بالرسومات وكتابات الأطفال، وخيم وطاولات يمكن وضعها في أي مكان لتستخدم كأمكنة لممارسة النشاطات المختلفة من قبل الأطفال». والهدف من هذه الأنشطة، كما يقول بانكين، هو «القضاء على الإحباط والتعب الذي لحق بالأطفال في حرب تموز، إضافة إلى تنمية قدراتهم العلمية والثقافية، بعيداً عن كل المشكلات التي يعانيها لبنان، والجنوبيون خصوصاً. وقد بدأت السيارة الذكية جولاتها على المدارس الجنوبية والساحات العامة في 11 قرية وبلدة في قضاء مرجعيون».
ومن المفيد ذكره أن القوات الأندونيسية لجأت في بداية العام الدراسي، وعلى النفقة الخاصة لرئيس دولة أندونيسيا، إلى القيام بدعم طلاب المدارس الرسمية والخاصة، عبر التقديمات اللافتة من أجهزة الكومبيوتر النقالة وأجهزة الطباعة الحديثة ومولدات الكهرباء والشنط المدرسية ولوازم الطلاب من القرطاسية، حتى فرشاة الأسنان ومعجون التنظيف الخاص بها، وُزّعت جميعها على الطلاب، وتُركت أجهزة الكومبيوتر ومولدات الكهرباء بإدارة كل مدرسة. فقد تم توزيع 90 جهاز كومبيوتر نقالاً مع 90 آلة طباعة و10 مولدات كهربائية بقوة 3000 شمعة لكل منها، إضافة إلى 3000 شنطة مدرسية، وتجهيز نحو 3600 طالب بلوازم القرطاسية ولوازم تنظيف الأسنان. وقد أقيم في ثانوية الطيبة الرسمية حفل تسليم للتبرعات الأندونيسية، حضره قائد الكتيبة الأندونيسية العاملة في لبنان سوراوهادي، ورئيس بلدية الطيبة حسن قازان، ومدير الثانوية فوزي حمدان. وعبّر الكولونيل سوراوهادي عن تقدير بلاده للبنان وجنوبه، لافتاً إلى أن هذه الهدايا رمزية، وهي تعبير عن محبة بلاده للجنوب والجنوبيين. وإذ شكر رئيس بلدية الطيبة حسن قازان الدولة الأندونيسية على ما قدمته للطلاب، بيّن حجم الدمار الذي لحق بالمدارس والنوادي العلمية أثناء حرب تموز، منتقداً أداء الدولة السيِّئ في خدمة المنطقة وتنميتها، ومشيراً إلى أن ما يقوم به الأندونيسيون هو تعويض عن الحرمان ومحاربة للجهل بالعلم والمعرفة. وقد عرض مدير الثانوية، فوزي حمدان، محطات الحرمان المستمرة التي تعرّض لها الجنوبيون، ومدى الدمار والقصف الذي تعرضوا له، «حتى قوات اليونيفيل لم يسلموا من الاعتداءات الإسرائيلية». وأشار إلى أن الدول التي ساعدت لبنان ووقفت إلى جانبه هي دول معطاءة. أما البلدات المستفيدة من هذه التبرعات فهي: الطيبة ، عديسة، رب ثلاثين، دير سريان، القصير، الغندورية، القنطرة، مركبا، بني حيان، علمان والزقية. ويذكر أن القوات الأندونيسية العاملة في الجنوب يبلغ عديدها 850 بين جندي وضابط، يتمركزون في أكثر من قرية وبلدة في قضاء مرجعيون.
تعليقات: