ملفوف تالف تحوّل طعاماً للحيوانات (طارق ابو حمدان)
حاصبيا:
قضت العاصفة الاخيرة وبشكل شبه تام، على حقول الخضار والشتول، في سهول المنطقة الحدودية، لاسيما سهول الماري، المجيدية، سردة، الوزاني والحاصباني، فإضافةً الى الرياح والسيول والجليد، غطت الثلوج هذه الحقول وللمرة الأولى منذ اكثر من 30 عاماً. وأدى ذلك الى تلف الشتول واهترائها، كما مزقت واقتلعت الخيم البلاستيكية، لتضاعف من خسائر مزارعي هذه المنطقة، وتوقعهم في عجز مادي يصعب عليهم تجاوزه.
هذه السهول الخصبة، تعرف منذ القدم باحتضانها زراعة الخضار وجودة انتاجها، فتربتها تصلح لهذه الزراعة، التي تعطي انتاجها باكراً، وتمد الأسواق اللبنانية مع منتصف فصل الربيع، بأجود انواع الخيار والبندورة والبصل والملفوف، وغيرها من الخضار الطازجة البعيدة عن الأسمدة الكيماوية.
مزارعو هذه السهول، يشيرون الى ان «الرياح العاتية مزقت الخيم البلاستيكية، كما عمل الصقيع على إتلاف شتول المشاريع الزراعية، منها البندورة والخيار والخس واللوبيا والبطاطا والملفوف، وفي مساحة تتجاوز الـ 8000 دونم، تمتد من الضفة الغربية لمجرى نهر الوزاني وحتى حدود بلدتي الخيام والماري، لتضاف اليها حقول الحاصباني بطول حوالي 3 كلم، وعرض ما بين 1 الى 1.5 كلم، والتي اغرقتها السيول بنسبة كبيرة وضــربها الجليد، مما ادى الى اهتراء جذور الشتلات واقتلاعها».
رئيس بلدية الماري يوسف فياض يرى أن «ما حصل في هذه السهول، اشبه بكارثة زراعية، قضت على المواسم الصيفية بشكل كامل، وباتت أضرارها تفوق قدرة المزارع المادية، ومن الصعب عليه الخروج من سلبياتها، لاسيما بعدما خربت قوة العاصفة كل ما أنجز زراعياً». ويطالب الدولة «بدفع التعويضات وبأسرع وقت، علماً أنها الكارثة الرابعة التي تضرب هذه المنطقة منذ العام 2006»، موضحاً أن «مزارعي الشريط الحدودي ابتلوا بهذه الخسائر الجديدة، في وقت لم يحصلوا بعد على 3 مستحقات لهم في ذمة الدولة، بعضها عائد للعام 2006 وتحديداً لما سمّي بطوفان نيسان، بحيث غرقت المزروعات بالمياه وتلفت بشكل كامل، وثانيها الأضرار العائدة لحرب تموز التدميرية، التي أتت على المشاريع الزراعية والمواسم في حقولها، اضافة الى تدمير المعدات العائدة لها، اما الثالث فتسببت به موجة صقيع شباط 2010 التي مزّقت الخيم وأتلفت الشتول والخضار، خصوصاً الملفوف والقرنبيط واللوبيا، بحيث قدّرت الخسائر بأكثر من 10 ملايين دولار، عائدة لأكثر من 20 مشروعاً زراعياً كبيراً، ولحوالي 1000 من العمال وصغار المزارعين».
وكذلك في وادي الحاصباني، يشير المزارع أمين الحرفوش الى ان «الجليد ادى الى تلف حقول الملفوف والخس والقرنبيط والبقدونس كافة وبنسبة 90 في المئة، وهذا يعني خسارة الموسم بشكل كامل، اذا لم يبق سوى بقايا شتول الخضار لاسيما الملفوف، التي لا تصلح الا طعاماً للحيوانات، كذلك أضرت العاصفة بمشاتل الورود بنسبة 90 في المئة، ونعمل في هذه الفترة على اعادة زراعة ما امكــن من خضار، لعلنا نعوّض ولو الجزء البسيط من خسائرنا».
تعليقات: