سويد أمام بعض من عدّة الغطس
الهبارية:
لم تحل إعاقة البُكم والصمم التي رافقت الشاب الطموح علي سويد منذ ولادته دون تحقيق أحلامه، والأهداف التي وضعها نصب عينيه منذ نعومة أظافره، متجاوزا ومتغلبا على كل ما واجهه من صعوبات ومخاطر أثناء مسيرته الطويلة بكل إرادة وتصميم، فحوّل إعاقته إلى نعمة مكّنته من الغوص في قعر البحار، مستكشفا خباياها كأوّل أصم لبناني يتمكن من الانتساب الى اتحاد نادي العالمي في اميركا الذي الذي يضم عشرات الآلاف من المحترفين، موزّعين على 160 دولة كانوا قد انتسبوا الى هذا الاتحاد للتدرّب على قواعد واصول السباحة والغوص في اعماق البحار.
علي سويد إبن الـ44 عاما من بلدة الهبارية قضاء حاصبيا لا تفارق البسمة شفتيه، يخاطبك بالاشارة حينا او بالكتابة احيانا لتعرف كل ما يود قوله.
كان ومنذ صغره يتردّد كلما سنحت له الفرصة الى شاطىء البحر للسباحة باعتبارها هوايته المفضلة، ومن ثم التأمل في سكون البحر ولغة مياهه الهادئة الصامتة التي تشبه الى حد كبير كما يقول لغته وصمته، وكان حلمه على الدوام ان يصبح في يوم من الايام غطاسا محترفا ليتمكّن من الغوص في اعماق البحار رغم كل ما تحمله هذه المغامرة من مخاطر بهدف كشف اسرارها وخباياها بعيدا عن البر وضجيجه .
في العام 1997 انتقل سويد الى اميركا بمساعدة شقيقه، الذي كان قد سبقه الى هناك مع عائلته بقصد العمل، وبعد فترة وجيزة كان له ما اراد وانتسب الى اكاديمية الفنون – ace – بمساعدة من شقيقه للتدرب على فنون وقواعد الغوص في اعماق البحار، وكان مميزا من قبل مدربيه الذين أُعجِبوا بقدرة تفهمه واستيعابه طيلة فترة التدريب وخاصة تلك المتعلّقة بقاموس الاشارات وكيفية استخدام البوصلة في كافة الظروف المناخية وتمكن من الحصول على شهادة الغوص حتى عمق 25 مترا والبقاء تحت المياه لمدة ساعة مستعينا باسطوانة الاوكسجين المخصصة للتنفس.
سويد الذي اضطرته ظروفه الخاصة لترك الغوص مؤقتا والعودة الى مسقط رأسه الهبارية للاعتناء بوالده العجوز، يأمل ان تسمح له الظروف بالعودة قريبا الى مقر اقامته في اميركا لممارسته هوايته المحببة عنده خاصة أنه لم يُخف إعجابه بما بما شاهده من مخزونات في اعماق البحار من مشاهد ومناظر طبيعية مدهشة وخلابة، ناهيك عن جمال وتنوّع الحياة المائية من اسماك وسلاحف واخطبوط وغيرها من الكائنات الحية التي تطلب الكثير للتعرّف عليها وعلى طبيعتها وانواعها التي لا تحصى ولا تعد.
تعليقات
تعليقات: