الطفل مايكل داني كاسوحة، ابن السبع سنوات، الذي هاجمه واحد من الكلاب التي يربيها والده
مقتل مايكل كاسوحة يفتح قضية مزارع تربية الكلاب
صُعقَ الرأي العام بخبر مقتل الطفل مايكل كاسوحة، ابن السبع سنوات، بعد ان هاجمه واحد من الكلاب التي يربيها والده داني، وعضّه عدة مرات في الجهة اليمنى لوجهه، وفي عنقه ممزقاً الشرايين والأوردة.
فالكلاب هي صديقة الانسان، يربيها في منزله وبين أولاده، فكيف ينهش كلب طفلاً حتى الموت؟
..
هذا هو الكلب الذي هاجم مايكل
أول ما يسترعي الانتباه، عند الوصول الى مكان الحادث في سهل المعلقة بزحلة، اسما مايكل وشقيقه الاصغر انجلو ابنا داني كاسوحة، مرشوشان باللون الاحمر على الجدران الفاصلة بين الاقفاص تأوي 8 كلاب، بناها داني منذ نحو 4 اشهر، على ما افدنا، في جانب من قطعة أرض لا يملكها.
في واحدة من هذه الأقفاص تقبع الكلبة التي هاجمت مايكل، وهي من نوع "بيتبول"، تحمل في جبهتها وعلى جسمها آثار الضربات التي تلقتها لتفلت الطفل، دماؤها تلطخ قفصها. تقترب منها الكاميرات لتلتقط صورتها، فتنتفض على اوجاعها وخوفها، وتكشر عن انيابها. فهي الاخرى ضحية لما ارتكبت.
على بعد عشرات الامتار من هذه الاقفاص آثار دماء مايكل، وما سال من دماء الكلبة مهاجمته. هنا وقعت الحادثة، فما الذي جرى بحسب ما تجمع لدينا من روايات عدد من الشهود العيان.
كعادته حضر داني للتنظيف لكلابه واطعامهم، وأحضر معه هذه المرة ابنه البكر مايكل. لا تتعدى المرات الثلاث التي أحضر معها داني ابنه مايكل، خلال زيارته المنتظمة لكلابه، على ما تروي العائلات السورية التي تسكن قرب بيوت الكلاب، وكان أطفالها يلهون مع مايكل عندما وقعت الحادثة. ما كان داني ليعرف بأنها ستكون المرة الاخيرة.
واحد من جنزيرين يلتفان حول اطارات شاحنات، كان يلجم الكلبة خارج قفصهما، الى جانب كلبة اخرى. وكان مايكل، يرافقه طفل سوري، يلهو مع الكلبة، على طريقة الأطفال يتحرش بها. أفلتت الكلبة، ولحقتْ بمايكل، هربَ منها راكضاً لكنه ارتطم بعمود هنغار، وسقط ارضاً فانقضت الكلبة تنهش بوجهه. سمع السوري محمد الشعبو صوت صرخة عالية، فخرج راكضاً ليجد الكلبة منقضة على مايكل حاول هو واثنان آخران ابعادها عنه، ولم يفلحوا الا بعد ضربها بقالب لتصنيع اللبن على رأسها. في هذا الوقت كان داني قد حضر مهرولاً لاستطلاع سبب الصراخ والجلبة، لم يدرك في البداية ان ابنه الضحية، اقتاد الكلب الى قفصه ليبعد اذاه عن الجمهرة المرتاعة من الاقتراب منه، قبل ان يصعق بالخبر، ويحمل ابنه بين يديه الى المستشفى. لكن مايكل توفي، ولم تفلح محاولات انعاشه. فقد قضى مايكل جراء نزيف حاد نتيجة اربعة جروح قطّعت الشرايين والاوردة في عنقه، الى جانب جراح بليغة في الجهة لوجهه بخاصة عند الانف.
يقول مدربو كلاب واطباء بيطريون في زحلة استطلعت "النهار" رأيهم في الحادثة، بأن الكلاب لا تهاجم الانسان من دون سبب، قد تكون جائعة، خائفة او مدربة على القتال. وبحسبهم، فان كلاب من نوع "بيتبول" تربى كحيوان أليف. ولكنها أيضاً من الكلاب التي يتم تدريبها لتصبح كلاب شرسة لاستخدامها في معارك الكلاب وما يصاحبها من رهانات.
لقد فتحت هذه الحادثة العيون على ملف مزارع تربية الكلاب، وغياب القوانين التي ترعاها. وينتظر الرأي العام المصعوق أجوبة، من التحقيق الذي فتح، عن أسئلة كثيرة لتفسير هذه الحادثة، وأسباب هذا التصرف العنيف للكلبة، والتي قد تتضح بمعرفة ماضيها لدى مالكها السابق، والظروف التي تعيش فيها مع سائر الكلاب في اقفاصها، جملة أسئلة لاستخلاص الدروس والقوانين والتشريعات، حتى لا يكون موت مايكل عبثياً ومجرد خبر.
الكلبة التي هاجمت مايكل، وهي من نوع \"بيتبول\"، تحمل في جبهتها وعلى جسمها آثار الضربات التي تلقتها، دماؤها تلطخ قفصها
الحادثة العيون على ملف مزارع تربية الكلاب، وغياب القوانين التي ترعاها
تعليقات: