للبيع أو للشحن إلى العراق؟
أصبح سلب سيارة في البقاع أمراً «طبيعياً» عند المواطنين في ظل غياب المعالجة الأمنية لهذه الظاهرة التي تحصل يومياً تقريباً وفي أوقات مختلفة خلال النهار. وأفضل طريقة لاستعادة السيارات المسلوبة التفاوض مع «السالبين» ودفع مبالغ مالية يفرضها هؤلاء بحسب نوعية السيارة وسعرها، وبنسة 30% من ثمن بيعها في الأسواق اللبنانية.
«روح فاوض الحرامية على السيارة وادفع المبلغ اللي بدّهن ايّاه. شو بدك بالدولة مش رح يعملولك شي» هذه العبارات يسمعها أي مواطن تسلب سيارته بقوة السلاح في وضح النهار، ودرجت العادة بأن يتلقى صاحب السيارة المسلوبة اتصالاً هاتفياً من السالبين بعد أن يعرّفوا عن أنفسهم بالاسم والكنية، غير آبهين بما قد يتعرّضون له من ملاحقة قانونية نتيجة أعمالهم.
أحد المواطنين الذين تعرضت سيارته للسلب قال لـ«الأخبار»، بعد الطلب بعدم ذكر اسمه، إن مجهولين اعترضوه أثناء توجهه إلى عمله على إحدى الطرقات الفرعية بالقرب من مدينة زحلة وأجبروه على الترجل من سيارته بقوة السلاح، وفرّوا بها إلى جهة مجهولة، وتقدّم في حينها بشكوى لاستعادتها وخوفاً من استعمالها لأعمال مخلّة بالأمن. وما سمعه من أحد رجال المخفر أثار استغرابه «روح فاوض الحرامية ورجّع سيارتك لأنو مش قادرين نعملّك شي بالوقت الحاضر». وبعد مرور أربع ساعات تقريباً اتصل به شخص على هاتف منزله، وبعد أن عرّف عن نفسه بالاسم والكنية قال له: «سيارتك نوعها ولونها كذا وثمنها 15000 دولار أميركي إذا بدّك ايّاها أنصحك بدفع مبلغ 5 آلاف دولار وما توجّع راسك وتتكل على الدوله. وإذا قبلت نحن منحدد الموعد والمكان وبننصحك مرة ثانية ما تجرّب تلعب معنا لأنو قيمة سيارتك عنا قشة كبريت وتنكة بنزين». ويضيف المواطن أنه بالفعل عمل بنصيحة السارق. وبعد الاتفاق معه على المكان والزمان ذهب في الموعد المحدد وسلّم المبلغ وتسلّم السيارة.
وتتداول ألسنة البقاعيين من أن عدة وساطات قام بها أشخاص لإعادة السيارات المسروقة والمسلوبه إلى أصحابها. وبعد أن قصدوا منزل زعيم العصابة في بلدته، فوجئوا بوجود حماية مسلحة مكثفة حول منزله، إضافة إلى تركيز كاميرات مراقبة من جميع الجهات. وبعد الطلب منه معرفة مصير سيارة مسروقة حديثة العهد وغالية الثمن أبلغهم بأنها ليست بحوزته، وأجرى عدة اتصالات هاتفية أبلغهم بنتيجتها أن السيارة المقصودة هرّبت إلى العراق عن طريق سوريا ولا يقدر أن يساعدهم بشيء. ومن الأحاديث التي دارت بين الواسطة والرأس المدبر للعصابة حول «السفور» بسلب السيارات في وضح النهار وحتى أثناء وجود نساء وأطفال بداخلها، جاءت الإجابة وبكل ببساطة أن وجود امرأة أو أولاد يسهّل علينا عملية السلب لأن صاحبها يفضّل تسهيل مهمتنا خوفاً من إلحاق الأذى بعائلته.
وبعد تفشّي هذه الظاهرة في الآونة الأخيرة، أصبحت أسماء الفاعلين تتداول على ألسنة المواطنين ورجال الأمن على حد سواء. وللوقوف على ما يجري، التقت «الأخبار» أحد المسؤولين الأمنيين. وباستيضاحه الأمر وسبل معالجته، قال المصدر «إن الأجهزه الأمنية تتابع الموضوع بجدية من كل جوانبه، والعمل جار بالتنسيق بين كل الأجهزة الأمنية والجيش اللبناني للحدّ من هذه العمليات وبالطرق والأوقات المناسبة تفادياً لحصول خسائر بالأرواح بين القوى الأمنية والمدنيين. وسيتم عاجلاً أو آجلاً توقيف هؤلاء الأشخاص وسوقهم إلى العدالة».
تعليقات: