القطاع الأوسط -
تعمل بلديات القطاع الأوسط في الجنوب بجهد لإعادة ما دمرته حرب تموز، وتسعى للنهوض من كبوتها التي سببها العدوان الاسرائيلي براً وجواً. ويحاول رؤساء البلديات استثمار صداقاتهم وعلاقاتهم لاستقدام الجمعيات الأهلية والمؤسسات غير الحكومية للتعويض عما توانت عنه الدولة تجاه المناطق الجنوبية، بعدما ارتفعت الأصوات تنادي: (انقذونا من الإهمال والنسيان، ولا تدعونا على هامش الزمن).
تعتبر بلدية عدشيت القصير من البلديات المنكوبة في حرب تموز، إضافة الى أن البلدة منكوبة بفعل الإهمال المزمن، ومسيرة العذاب الطويلة منذ ستينات القرن الماضي.
رئيس البلدية غالب بلوط يعمل جاهداً مع أعضاء المجلس البلدي لدرء الخطر الاجتماعي والمعيشي عن البلدة، ونشر الاستقرار الدولي، سيما وأن الكتيبة الاندونيسية العاملة في عداد اليونيفيل المعززة تنتشر في المنطقة، وتتخذ من أراضي البلدة مقراً لقيادتها. ولكن بلوط يقول إن السلم الدولي في جبل عامل ممزوج بالهوس المعلوماتي الدولي، وتفتح العيون يميناً وشمالاً على تحرك اللبناني وممارساته ونمط معيشته، ومسار حياته. (وهل يصدقن أحد أن جندياً يأتي من (آخر الكون) وهمّه فقط سلامتنا وسلمنا وسلامنا?) أم هناك (غايات ما في نفس يعقوب) ليتحول الجنوب الى منطقة استعراضات عسكرية دولية من ثلاثين دولة أرسلت جنودها لتحفظ حياتنا وأرزاقنا وقرانا?. ويركز رئيس بلدية عدشيت القصير على الناحية المعلوماتية لليونيفيل أكثر منها الناحية السلمية ويقول:
(الدعاية أكثر من العمل. والاستعراض أكثر من الفعل. والإعلام هدفه إظهار اليونيفيل وكأنها المنقذ والمخلص لنا من الزوال). وأضاف: إذا طلبنا مساعدة إنمائية تقدم لنا بالقطّارة وإذا أرادوا عرضاً إعلامياً تهافتوا وطلبوا منا أن نتصور معهم ونحن نسلّم عليهم مثلاً، ونبتسم لهم، ونحكي عن تضحياتهم وتقديماتهم مثلما فوجئنا ذات يوم بوجود جرافة في الساحة العامة والضابط الدولي يطلب منا شكر اليونيفيل على المساعدة، والسلام عليه مع الابتسام أمام الكاميرا والمصورين الأجانب الذين استقدموهم لإعداد ريبورتاجات مصورة في هذا المنحى فقط).
وهناك ملاحظات غزيرة يبديها بلوط حول ممارسات وتصرفات اليونيفيل (كالعرض الرياضي مثلاً كل صباح ومساء بين البيوت وفي شارع البلدة، مع أن هناك طرقات وساحات خارج البلدة يستطيعون ممارسة الرياضة فيها).
ويركز بلوط في هواجسه على المراقبة والمعلومات والعين الساهرة الدولية على تحركات الجنوبيين... وبالعودة الى الخطة الانمائية بعد الحرب في عدشيت القصير، يقول بلوط إن بلديات قضاء مرجعيون في القطاع الأوسط بعيدة جغرافياً وإنمائياً عن الوطن، وبعض الجمعيات تفضل القرى الأقرب لتنفيذ المشاريع فيها، وان الضخ المالي الرسمي ضئيل، وبالقطارة، ونعوّل على الجمعيات الأهلية والمؤسسات غير الحكومية الدولية لإدراجنا على لوائح البرامج الانمائية، والمساعدات التقنية، والمشاريع الحيوية. ويقول إن مؤسستين دوليتين فقط ساعدتا عدشيت القصير بعد الحرب وهما: برنامج الأمم المتحدة الانمائي في جنوب لبنان (UNDP) والصليب الأحمر الإنمائي الفرنسي.
ويقول إن ورش عمل البلدية بعد الحرب عملت على رفع الدمار من البلدة، وأزالت آثار العدوان ومظاهر الدمار والخراب من تزفيت شوارع، ورفع الأنقاض وردم الحفر، وتنظيف الطرقات من الأعشاب والأشواك، وتقليم الأشجار وتركيب الإنارة في الشوارع، وفتح الأقنية، وان الـ (UNDP) نفذ لنا مشروع شبكة مياه الشرب، وحفر الأقنية ومدّ القساطل، كما عمل على مدّ قساطل للمياه الشتوية لتصبّ في بركة البلدة التي نستعمل مياهها للري، وسقي الطروش، والاستعمال الصيفي في موسم الشح. أما الصليب الأحمر الإنمائي الفرنسي فقد تبرع لنا بدفع أجور ورشة عمل من ثمانية عمال لمدة ثلاثة شهور قابلة للتمديد، وتقدمنا بلائحة مشاريع إنمائية للبنك الدولي لمساعدتنا في هذا المجال.
وعلى الصعيد الرسمي رفعت البلدية كتاباً رسمياً الى (وحدة تنسيق المشروع) في وزارة الداخلية لتقديم أموال لنا عن خطة إنمائية نفذناها ولا تزال ديناً علينا كون صندوق البلدية لا أموال فيه. وعلمت البلدية أن البنك الدولي قدم هبة الى البلديات لتعويضها على الأضرار، ولم يبادر أحد الى إعلام البلدية عن ذلك).
تعليقات: