سوق اللحم
ترميم بمعايير صحية وبيئية بتمويل فرنسي
النبطية ـ أنجزت الورش الفنية إعادة تأهيل سوق اللحم في النبطية لتظهر بعدها هذه السوق التاريخية بحلة جديدة بلا جدران مشوهة ومياه آسنة وقطط وكلاب شاردة بعدما لحظت الدراسة التي اعتمدت في التنفيذ أبواباً موحدة للمتاجر تمكن أصحابها من إقفالها عند انتهاء الدوام. وقد تمكن العمال والمشرفون من المحافظة على الجدران الصخرية التي تحتضن مداخل سوق اللحم وسط النبطية المملوكة من جمعية المقاصد الخيرية. وكانت مهمة تجميل السوق صعبة لكنها غير مستحيلة بسبب الإهمال المزمن الذي لحق بهذه السوق وأفقدها المعايير الصحية والبيئية اللازمة، وهو ما أدى الى تهجير القصابين الأوائل وأفول نجم السوق. لكن المسؤولين عن الحملة يأملون أن يعيد القصابون الحياة الى السوق بعد انتهاء عملية الترميم والتأهيل التي استمرت أكثر من شهرين.
وغطت الدولة الفرنسية عبر سفارتها نفقات مشروع التجميل بنحو أربعين ألف يورو، وشملت الورشة إزالة الاسمنت عن الجدران الصخرية المبنية منذ عشرات السنين، وتنظيفها. وإقامة أبواب ثابتة عند مداخل السوق، لمنع دخول الحيوانات الشاردة والقطط. إضافة الى بناء خيمة وسطية كبيرة من القرميد، وتوحيد الواجهات الزجاجية وواجهات الدكاكين، وأدوات شواء اللحم والمداخن، وإنشاء بنية تحتية جديدة حديثة للصرف الصحي، ومجاري الأمطار، والكهرباء، والإنارة، وغيرها.
ويقول مسؤول الإعلام في المجلس البلدي الدكتور عباس وهبي إن أعمال الترميم جرت تحت إشراف البلدية التي نسّقت مع جمعية المقاصد والمستثمرين في السوق. وتعدّ البلدية خطة لاحقة تلي أعمال ترميم السوق التي تبلغ مساحتها 800 متر مربع تجعلها تحت المراقبة المباشرة للبلدية عبر موظف دائم يسهر على منع رمي العظام وبقايا اللحوم والتأكد من الذبح داخل المسلخ، ومن اللباس الموحد للقصابين، وعرض اللحوم داخل الواجهات الزجاجية لا خارجها، وتوفير برّادات مع واجهات مبرّدة للعرض، وأقمشة لحفظ الذبائح من الذباب والحشرات. وتطال خطة تنظيم سوق اللحم تجار الدجاج والسمك والخضر وأصحاب المهن الأخرى التي تسللت الى السوق عنوة في السنوات العشر الأخيرة، بعد هجرة العديد من القصابين الى أماكن أخرى.
وأمل وهبي أن يكون الترميم حافزاً عند القصابين القدامى للعودة إلى السوق وإعادة الحياة إليها وتنظيم هذه التجارة.
تعليقات: