زورق صيد يحمل اسم الاسير محمد فران (حسن بحسون)
صور ــ
تمنّى عادل فران لو أن عملية التبادل الجزئية أفضت إلى إجلاء مصير ابنه محمد (23 عاماً) المجهول منذ سنتين تماماً، بعدما فقد أثره في عرض البحر قبالة الناقورة بينما كان يبحر في زورق الصيد، وخصوصاً بعدما غرق في أمل كبير إثر الإعلان أن الأسير المفرج عنه مريض كحال ابنه، وذلك أن شموله بالعملية كان سيوفّر عليه الكثير من المآسي التي شعر بها بعد أسبوع واحد من الذكرى الثانية لاختفاء ابنه البكر في البحر الذي كبر فيه واعتاش منه لأربعين عاماً.
تمكّن المرض والهمّ منه فلم يعد يخرج إلى البحر ويتحاشى بين الحين والآخر الذهاب إلى ميناء الصيادين بعد اختفاء ابنه وزميله، لأن صور المحاطة بالبحر باتت قاسية عليه ببيوتها ومينائها وطرقاتها، كما البحر الشاهد الوحيد على ما حلّ بمحمد في ذاك الغروب حينما خرج بمفرده في المركب (الموهانا) ليرمي شباكه قبل أن ينضب الوقود وتحمله الريح جنوباً، فلم يعد إلى الميناء أو يعثر عناصر الدفاع المدني عليه غارقاً. وإذ أنكرت اسرائيل علاقتها بالحادث بداية، فإنها سلّمت قوات الطوارئ المركب بدعوى أنها عثرت عليه في نهاريا وكان مصاباً بطلقات عدة وعليه آثار دماء (تعود لمحمد بحسب التحليل) وأحذية عسكرية. وتبين، بحسب الوالد، أن «البحرية الإسرائيلية أطلقت النار عليه وأصابته واقتادته حياً أو ميتاً لأن البحر لم يلفظ جثته إلى الشاطئ بعدئذ». لكن المريب، برأي الوالد، هو تكتّم اسرائيل على مصيره ومنعها اللجنة الدولية للصليب الأحمر من التفتيش عنه في سجونها. وبما أن لدى اسرائيل سابقات كثيرة في استهداف الصيادين، فالأهل ينتظرون عودة ابنهم في إطار عملية التبادل المقبلة «طيباً بعدما وعدهم المعنيون خيراً أخيراً».
من جهته، يواجه الأسير نسيم نسر تمديد سلطات الاحتلال لمدة محكوميته الإدارية التي تنتهي بعد خمسة أشهر، إثر اتهامه أخيراً بتهديد أحد السجّانين بالقتل بعد خروجه من المعتقل في خلال مشادّة حصلت بينهما. ويتعرض نسيم للإدانة من المحكمة التي يمثل أمامها مجدداً في السابع من الشهر المقبل بعدما رفض المثول في المرة الأولى، وإلا فإنه يواجه احتمال احتجازه لشهرين بعد انتهاء مدته. وإذ ينقل شقيقه عمران عنه بأن «ما يحصل معه محاولات لعرقلة الإفراج عنه وعقابه بعد تبنّي حزب الله تحريره» ضمن عملية التبادل وبعد تخلّيه عن الجنسية الإسرائيلية التي يحملها منذ دخوله إلى اسرائيل في عام 1992 حتى اعتقاله بعد 9 سنوات بتهمة مساعدة حزب الله. وتعتبر اسرائيل أن نسيم «من أملاكها الخاصة»، لأنه لا يزال يملك الإقامة ويعتبر يهودياً لأن أمه يهودية، فضلاً عن أن أطفاله الثلاثة، موسى (12 عاماً) وفالنتين (10 سنوات) وإدي (7 سنوات) يعيشون مع أمهم في إسرائيل حيث يعانون هم أيضاً ضغوطاً نفسية من المحيط. واللافت أن نسيم لن تكتمل فرحته بالإفراج عنه والعودة إلى لبنان كما يريد، لأن جملة عراقيل تقف بانتظاره، أولها إمكانية ملاحقة السلطات اللبنانية له، وهو احتمال لم يحسب أهله حساباً له، إضافة إلى تسوية وضعه العائلي في ظل منع اسرائيل أولاده من الانتقال إلى لبنان.
تعليقات: