المرحومة الحاجة فاطمة حسين هاشم (أم حسين غصن)
أفهم جيداً أن نبكي ضيوفاً عاشوا معنا فترة ،، ثم غادرونا،،
وأدرك جيداً مدى الشوق لسماع أصواتهم،،
وأستوعب أيضاً بأنه قد يطول زمن التغلب على ألم الفراق،،
إلى أن يبدأ البعد بدس الجفاء في مشاعرنا،،
شيئاً فشيئاً تخمد جذوة الشوق بداخلنا،، ثم نبدأ بالنسيان،،
ويصبح غيابهم أمراً طبيعياً،،
بل عند البعض،، قد يُمحى هذا الضيف من الذاكرة بمجرد المغادرة ،،
قد تكون هذه حقيقة ،، أو قاعدة في كثير من الأحيان،، لكن،،
هنالك ضيوف من نوع مختلف
ضيوف ،، يمرون في حياتنا،، وإن غادرونا
تبقى وجوههم المشرقة،،، تنير ظلمة حياتنا
وتبقى تراتيل الطهر في أصواتهم تصلِّي في آذاننا،،
ويبقى دفء أيديهم يلهب أحاسيسنا،، ليذيب جليد مشاعرنا
فيزهر طيفهم في فصول حياتنا،،
هم معنا،، حتى وإن مر على غيابهم عشرات السنين،،،
هم معنا،، وكأن تراكم السنين،،، لا يزيد مشاعرنا إلا شوقاً لهم ،،
هم رحلوا عنا بأجسادهم ،، ولكن،،
أرواحهم ما زالت وستبقى تحوم في سماءِنا
لتبرهن لنا بأن الوهم قد يتغلب على الحقيقة ،،
والاستثناء أحياناً ،، يهزم القاعدة،،
ولو سلَّمنا جدلاً بفكرة رحيلهم ،،
فإنه مع كل رحيل ،، نفقد حلقة من سلسلة الماضي الجميل،،
ورحيل بعد رحيل ،، تصبح السلسلة حبلاً تُشنق فيها طفولتنا ،، ذكرياتنا،، وفرحتنا،،،
كانت تقول لي امي دائماً :
\"نحن يا أمي ضيوف عندكن، وبكره راح تبكوا كتير وتتمنوا تشوفوا وجّنا،، تسمعوا صوتنا،، بس أكيد يا أمي بعد فترة راح تنسونا وكأنو ما كنا\"
أمي ،، حبيبتي،، جنتي وناري،،
لأنك ضيفة من نوع مختلف،،
ولأن قطار النسيان أُنهك من انتظارك خارج أسوار قلوبنا ،،
ولأنك اسطورةٌ لن تتكرر،،، وضيفة تأبي أن ترحل ،،
فاطمئني،، ولتنعم روحك بالأمان،
فأنتِ دائماً معنا وفي قلوبنا ،، ولن ننساكِ أبداً
وستبقين دائماً ،، ملهمتنا،، وملجأ شكوانا ،، بعد الله
لكِ الرحمة،،، ولنا الصبر،،
سجل التعازي بالمرحومة الحاجة فاطمة حسين هاشم (أم حسين غصن)
تعليقات: