استقبال المشايخ لوزير الخارجية جبران باسيل في خلوات البياضة
حاصبيا/
شدد وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل على صحّة التمثيل وانتخاب رئيس للجمهورية يمثّل الشعب ولا يمثّل عليهم وليس نتيجة تسويات خارجية كما كان يحصل في السابق، مشيرا الى ان الفرض السياسي على الناس هو تكفير سياسي غير مقبول. واكّد ان في لبنان لا يوجد أكثرية انما أقليات ولا أحد يلغي الآخر. واعتبر ان ما حصل في عرسال خطأ يجب الا يتكرّر داعيا المؤسسة العسكرية الى تحمّل مسؤولياتها، فالمقاومة وُلدت نتيجة تقاعس الدولة وهذا ما نشهده في عرسال مع الارهاب.
كلام الوزير باسيل وردت خلال جولة جنوبية طويلة في قضاء حاصبيا،التياستهلها استهلها بزيارة بلدة كوكبا يرافقه منسق عام التيار الوطني الحر الدكتور بيار رفول، حيث كان في استقباله رئيس البلدية كامل القلعاني وحشد من الاهالي والامين العام المساعد للحزب الديموقراطي الدكتور وسام شروف الذي رافقه في كل الجولة.
وشارك الوزير باسيل في القداس الذي ترأسه كاهن الرعية الخوري جرجس نهرا الذي القى عظة حيا فيها وزير الخارجية مشيرا الى ان زيارته هي رسالة سلام، داعيا الى الاهتمام بابناء هذه المنطقة خصوصا في ظل تغييبهم عن المراكز الادارية والتوظيف.
وبعد القداس التقى الوزير باسيل اهالي البلدة في القاعة حيث رحب به نائب رئيس البلدية وليد عباس الذي شدد على ايلاء قرى الاطراف اهتماما خاصا.
ثم القى الوزير باسيل كلمة قال فيها: "نحن رسل سلام انتشرنا وتعايشنا سويا ولم نعتد على احد. نلتزم بالاقانيم الثلاثة التي هي الايمان والرجاء والمحبة، فالسلام يقوم على المحبة. لبنان قائم على مفهوم التعايش والسلام والمحبة والتعايش الانساني،لذا علينا ان نفهم حقنا في البلد للمحافظة عليه ووجودنا فيه له اهمية كبيرة. اول مرة نسمع، كما قال الكاهن، عن نقص بالتوظيف، يجب ان نفهم ان ثباتنا في الارض مهم جدا،كيف اذاً نقوي علاقتنا بالارض؟ اكثر ما يشغلني في المؤتمرات الاغترابية هو كيف نقوي موضوع الزراعة في لبنان محليا ودوليا. يكفي ان نصدر انتاجنا من الزيت والزيتون والنبيذ الى الخارج، لكن هذا الامر يحتاج الى دولة تفكر. اذا فكرنا بالمطعم اللبناني كيف نقويه في الخارج. فالسوق كبير في الخارج لان المغتربين اللبنانيين كثر، فكيف اذا فتحنا على اسواق اخرى؟ يجب ان نفكر كيف نربط اللبنانيين المنتجين بأهل الاغتراب؟".
وتطرق الوزير باسيل الى مسألة صحة التمثيل وقال: "التمثيل الصحيح هو بنيل المواطن كامل حقوقه. لبنان بلد قائم على الطائفية ويجب ان نذهب الى نظام علماني وهذا ما نتمناه. ان قضية تمثيلنا في الادارة هي وجودنا في رأس السلطةويجب ان يكون لكل منطقة وزراؤها. نحن بحاجةالى مركزة القوة والتمثيل الصحيح.يجب ان يكون في رئاسة الجمهورية من يمثل الناس وليس من يمثل عليهم، يتهموننا بالتعطيل وهم يعطلون الديموقراطية".
وبعد كوكبا، انتقل الوزير باسيل الى حاصبيا حيث ارتفعت لافتات مرحبة به، وكان في استقباله في كاتدرائية القديس جاورجيوس للروم الارثوذكس المتروبوليت الياس كفوري الذي نوه به وقال: "زيارة المسؤولين للمواطنين دلالة على ترسيخ الوحدة الوطنية". ولفت المطران كفوري الى ان حاصبيا مدينة التعايش اذ فيها سبع كنائس وخلوات البياضة وجامع مشيرا الى ان هناك فرق بين الايمان والطائفية داعيا الى تغليب الايمان. وأمل المطران ان يلهم الله المسؤولين كي يجدوا الحلول المناسبة، ثم قدم للوزير ايقونة القديس جاورجيوس .
وبعدها انتقل وزير الخارجية والوفد المرافق الى مقام خلوات البياضة حيث كان في استقباله عدد من المشايخ من طائفة الموحدين الدروز ووكيل داخلية حاصبيا في الحزب التقدمي الاشتراكي شفيق علوان.
والقى الشيخ فندي شجاع كلمة بالمناسبة قال فيها: "ليست المرة الاولى التي يظهر فيها التكفير والاصولية، ولكن لا يقاوم التطرف بالتطرف ولا تطفأ النار بالنار، فاذا اردنا جر انفسنا الى تحالف اقليات فهذا غير شرعي وغير اخلاقي. رأينا ماذا حصل في العراق وسورياوتجربتنا في لبنان غنية.يهمنا مراجعة التاريخ لنستفيد منه، نحن ضد عسكرة الطوائفوانما التفكير بوعي، فلا احد يمكن ان يلغي الاخر. ما نعيشه اليوم من فراغ في سدة الرئاسة سيؤدي الى ما هو اخطر من المثالثة.
من جهته، قال الوزير باسيل: "في لبنان ليس هناك اكثرية انما كلنا اقلية ولا احد يلغي الاخر. كلنا مجبرون على المحافظة على هذا التنوع لانه سبب وجود لبنان. مؤسف ان نعيش هذا الواقع اليوم، يجب ان نعيش في ظل نظام يتساوى فيه الانسان مع اخيه الانسان، بمفهوم الدولة مفهوم لبنان الصيغة الفريدة، ليس فقط بتعايش مسلميه ومسيحييه انما بصيغة المشاركة في الحكم".
ثم جال الوزير باسيل في ارجاء الخلوات وانتقل بعدها الى السراي الشهابية ثم الى نادي الجبل للقاء الاهالي حيث تناول قضية المغتربين مشيرا الى ان المشايخ حمّلوه مسؤولية منح الجنسية للمغتربين من ابناء المنطقة والعمل على استعادتهم.
وتابع الوزير باسيل جولته الجنوبية وكانت محطته ما قبل الاخيرة في بلدة راشيا الفخار حيث اقيم له استقبال حاشد في قاعة كنيسة القديس جاورجيوس بحضور النائب علي فياض والامين العام المساعد للحزب الديموقراطي اللبناني الدكتور وسام شروف وممثلين لمختلف الاحزاب ورؤساء بلديات وفاعليات.
وكانت كلمة لرئيس البلدية سليم يوسف وكاهن الرعية الخوري فخري مراد. ثم القى د.شروف كلمة قال فيها: "نحن واياكم في خندق التغيير والاصلاح الحقيقي. لن يستقيم الوضع في لبنان الا بقانون انتخاب عصري يقوم على اساس النسبية فيكسر الاحادية. ننظر اليوم الى انتخاب رئيس يكون خاليا من العيوب وداعما للمقاومة، وفي صلب محور الممانعة وسجله العدلي نظيف ويساوي بين اللبنانيين ومنسجما مع هذا المحيط، فمن يخرج من الجغرافيا يخرج من التاريخ. نريد رئيسا لا احد يأخذ توقيعه، ومن اجدى من الجنرال عون؟".
واكد شروف على ان الموحدين الدروز في لبنان وسوريا يقفون الى جانب مشروع الدولة، ولكن ليست الدولة الداعشية او الطائفية.
ثم تحدّث الوزير باسيل مشيرا الى ان لبنان اخذ حقه بالقوة وليس بفضل القرارات الدولية، منتقدا الدولة التي الغت ذكرى الشهداء، وحيا المقاومة التي بفضلها تحرّر لبنان. ثم تناول موضوع الارهاب التكفيري، وقال: "نشهد اليوم مواجهة الجماعات التكفيرية، وتشهد هذه المنطقة تلاقي اسرائيل مع هذه الجماعات في التآمر على لبنان. سألني وزير خارجية دولة كبرى عن الدليل فأجبته انه بمجرد وصول النصرة الى حدودها وهي تتفرج دون ان تحرك ساكنافهذا خير دليل على ذلك. هذه الجماعات لا تعترف بالانسان ووجوده وتمحي الحضارات والثقافات، وهذا ما يجمعها باسرائيل في الغاء الآخر".
وانتقد الوزير باسيل تقاعس الدولة في مواجهة الجماعات التكفيرية ما ادى الى ما حصل في عرسال وطرابلس وعبرا، وتابع: "تم استدراكها ولكن نتائجها لا تزال ظاهرةكخطف العسكريين. لدينا مآخذ على الوضع السياسي والعسكريالذي ادى الى ما يحصل حاليا مع الجماعات التكفيرية في عرسال، وادى الى التدرج واحتلال الارض، وسكتت عنه قوى حاكمة لا بل شجعته. هذا الواقع اغرق المجتمع اللبناني بالنزوح السوري الذي تستخدمه الجماعات التكفيرية. عندما وُجدت المقاومة كان نتيجة تقاعس الدولة، واليوم نشهد الأمر عينه في عرسال حيث تخاذل الدولة. لا يجب ان يتكرر ما حصل في عرسال في مناطق اخرى. على المؤسسة العسكرية التي تمثل الأمل، وعلى السلطة السياسية اي الحكومة ان تقوم بمسؤولياتها في عرسال . ان ارضنا لا تحتمل الحالة التكفيرية لان طبيعة بلدنا هي نقيض الفكر التكفيري. نريد ان نعيش سويا رغم اختلافاتنا. لبنان هو البلد الوحيد الذي اخرج داعش والنصرة. هذا الارهاب يستهدف الجميع، لذا شاركنا ونشارك في ابعاد الاخطار عبر تحالف او غيره دون التطلّع الى حساباتسياسية ضيقة. لدينا مسؤولية المحافظة على نموذج لبنان".
واضاف: " يجب التصدي للتكفير السياسي عبر احترام بعضنا وحقوق بعضنا ونقول ان من يمثلنا يتسلم الرئاسة بالانتخاب المباشر من الشعب او بالانتخابات النيابية ولكن ليس عبر التسوياتالخارجية. وقد رأينا ما حصل في السنوات الماضية، اذا الفرض السياسي على الناس هو تكفير سياسي لن نقبل به".
وختم: "لبنان الوطن سيبقى رغم كل ما مر به. الامام موسى الصدر تحدث في الكنيسة عن لبنان الكيان، وهذا ما يجب ان نحافظ عليه".
واعتبر الوزير باسيل ان المغتربين ثروة وطنية يجب ربطهم بوطنهم، ثم تسلم هدية من فخار راشيا.
وكانت المحطة الاخيرة لجولته في بلدة الكفير حيث كان في استقباله وزير الصحة وائل ابو فاعور وحشد من ابناء البلدة ورؤساء بلديات ومخاتير. وشكر ابو فاعور الوزير باسيل على زيارته للمنطقة ومتابعته لشؤونها خصوصا الزراعية ومساعيه لتسويق الزيت خارج لبنان، كما شكره على اهتمامه بالمغتربين من أبناء المنطقة خصوصا في اميركا اللاتينية وافريقيا.
وأكّد وزير الخارجته من جهته على استمراره في محاولة تسويق الانتاج الزراعي لأبناء المنطقة.
المطران كفوري مستقبلا الوزير باسيل
باسيل متحدثا في راشيا الفخار
الوزير بالسيل يحضر قداس الاحد في كوكبا
تعليقات: