في مِثْل هذا اليوْم كان النّصْرُ مَنْفيًّا فوجّهْنا إليْه نداءنا
كانت جيوش المُعْتدين تذلّنا، والخِزْيُ يغمُر أرضَنا وسماءنا
كان التّنفّسُ مُسْتحيلًا! يا تُرى كيْف اسْتطعْنا أنْ نبيعَ هواءنا؟!
كُنّا نُفتّش عن بقايا درْهمٍ بين القبور ونشْتري أشْلاءنا
مِنْ أيْن جاءَتْ صرْخةُ الأبْطال توقِظُنا فحرّرْنا بِها أشْياءنا
قُمْنا نُقاوم لا الرّصاصُ يُخيفنا أبدًا، ولا حتّى الرّدى إنْ جاءنا
قُمْنا نُقاوم لَمْ ندَعْ ريْحانةً إلّا وكلّلْنا بِها شُهداءنا
قُمْنا نُقاوم لا نكلُّ وبعد أعوامٍ من العطَش اسْتَعدْنا ماءنا
صارَ العدوُّ يهابُنا ويفرُّ مَرْعوبًا إذا ذكَرَ الصّدى أسْماءنا
يمْشي كما يمْشي اللُّصوصُ مع الدُّجى قَلِقًا ونُطْلَقُ في المدى أضْواءنا
فسِلاحُه الفَتّاكُ يعْرِفُ صدْرَ أضْعَفِنا ويعْرِفُ حامِلوه حِذاءنا !...
في مِثْل هذا اليوْم أثْمرَ بأْسُنا مجْدًا يلفُّ نهارَنا ومساءنا
فلكَمْ دعَوْنا... كيْف نخْسرُ حرْبَنا والله يأْبى أنْ يردَّ دُعاءنا
هذي الدّيارُ ديارُنا فيها نَموتُ وفوْق أسْقُفِها نُقيمُ عزاءنا
هذي الفُصولُ فُصولُنا، لا قُدْرةً في الكَوْن تُلْغي صَيْفَنا وشِتاءنا
هذي العيونُ عيونُنا مَهْما بكَتْ مسَحَ الصُّمودُ بِإصْبعيْه بُكاءنا
هذي الطّيورُ طيورُنا، هل تنْصتون إلى الطّيورِ وتسْمعون غِناءنا
هذي الغضونُ غصونُنا، لا يُحْسِنُ الزّيْتونُ ألّا يسْتحقَّ وفاءنا
هذي النّفوسُ نفوسُنا، هذا أبي... هذا أخي... هذا ابْنُهُ... هذا أنا
شَجَرُ الكرامةِ ظامَئٌ لا يرْتوي إلّا إذا شرِبَ التُّرابُ دماءنا
تعليقات: