الرخامية التي رفعت عند مدخل مقبرة الخيام
لا يمكن أن تسأل أحداً في الخيام عن عدد شهداء مجزرة الخيام في آذار 1978، ويجيبك على سؤالك بعدد يشبه الآخر، فتتراوح الأعداد بين 40 و41 و42 و43 أو أقل أو أكثر. حتى أن أياً من البلديات المتعاقبة منذ التحرير في سنة 2000، رئيساً أو عضو مجلس بلدي لم يقم بحثاً جدياً عن عدد شهداء المجزرة، أو أسماء الشهداء؛ وحتى اليوم يعتبر الخبر الذي أوردته «السفير» عن المجزرة سنة 1978 هو الخبر الوحيد المعتمد في إحصائية المجزرة، ولا تزال جدّات أو والدات أبناء الخيام ممن سقطن في المجزرة يعرفن بالشهيدة زوجة فلان أو إمرأة فلان أو والدة فلان!
«مساكين» شهداء مجزرة الخيام، لا حزبَ لهم يقيم نصباً تذكارياً تخليداً لاستشهادهم أو يسمّي شارعاً باسمهم، على الأقل الشارع الذي طمرهم العدو على قارعته، بعد تجميعهم حينها بواسطة جرافة. كل ما فعله بعض المهتّمين، منذ عودة أبناء الخيام إليها بعد احتلال العام 1982 أو بعد العودة الثانية في أيار 2000، هو تجميع ما عثروا عليه من رفات وطمرها في زاوية عند مدخل مقبرة البلدية، ولائحة متواضعة تعرّفهم بشهداء مجزرة الخيام، ومجلس عزاء يقام أحياناً وليس دائماً.
وحده علي غصن، قام منذ أسبوعين برفع رخامية عند مدخل المقبرة «عربون شكر لأهالي الخيام» عن روح والده فارس علي غصن الذي توفى منذ ثلاثة أشهر، «بمباركة مفتي مرجعيون الشيخ عبد الحسين عبدالله» والذي جاء اسمه في أعلى الرخامية أكبر من أسماء الشهداء. أما أسماء الشهداء التي أوردها غصن على الرخامية (نحو 41 اسماً) فجاءت تماماً كما تمّ الإعلان عنها في «السفير» منذ 37 عاماً.
تعليقات: