اول كتاب صدر لي من مجموع خمسة كتب كان منذ عشر سنوات وكان عنوان هذا الكتاب العرب الى أين وكانت أول كلمة لي في هذا الكتاب بعنوان بداية نهاية العرب ,ومن هنا نبدأ , هل بدء الزمن يستعد أن يسجل للعرب بداية نهايتهم ككثير من الأمم التي إبتلعها الدهر ولم تعد موجودة إلا في ذاكرة التاريخ !؟ أليس زمن العرب في أيامنا هذه يحمل كل صفات الهلاك والنسيان لهذه الأمة أم أن العرب لم يزالوا موجودين لكنهم يعيشون على هامش الحياة .
إن نظرة بسيطة الى الواقع الذي نعيشه الآن تبين أن كل المؤشرات الزمنية تدل على أن العرب يمرون اليوم في ظروف بالغة الصعوبة شديدة الإنحدار والخطورة , بعدما كانوا سادة الشعوب في طليعة الأمم , هذه الأمة التي سجلت للتاريخ أنصع صفحاته في حقب زمنية طالت كثيرا حتى بلغت مئات السنين وإذا بأمتنا اليوم وقد تخلفت عن ركب الحضارة وهي تحاول اللحاق بحضارة الشعوب التي عرفت كيف تشق طريقها نحو الحرية والكرامة وإذا بهذه الشعوب تدخل تاريخا مجيدا هي صنعته بنفسها وهي أوجدته لنفسها بفضل تضامنها وتآلفها ومتابعتها سير التطور العلمي والإقتصادي والصناعي .
مع كل أسف فإن العرب الذين لم يتجاوزوا أول محنة زمنية بدت تلوح في أفقهم الملبد بالغيوم , محنة معالمها واضحة تحمل في ثناياها دلائل التشتت والتفسخ والإنهيار , محنة تبين أن العرب لم يعد لهم في ذمة الزمن سوى القليل القليل من المآثر في زمن لا يرحم الضعفاء الذين يعيشون على موائد اللئام , في زمن تسود فيه شريعة الغاب وتكون الحجة فيه للأقوى فليكن معلوما إذا أن هذا الزمن الرديء لا يرحم من لا يرحم نفسه , فهل نصل الى وقت وهو ليس ببعيد يعَد بداية لظهور أمة جديدة على أنقاض أمة العرب التي يبدوا كما هو واضح أنها ستخرج من ذاكرة التاريخ والى غير رجعة ؟؟!!
* علي عبد الحسن مهدي
تعليقات: