هيفاء نصّار : لا تدع قلبي يَخبُو في اغترابك..
...يُحدّق في عَينيك،
يَتأملك طويلاً
يَتساءل،
يُساوره الشّك بأنك لست أنت،
يضجُّ في نفسه حنين،
تجف الكلمات على شفتيه الظامئتين،
وتَعابير المودة لم تَبرح كلّ تَقاسيم وجهه،
ليس من يجيبه وسط جُموع الصّامتين،
الاّ احسَاسُه،
وخفقات قلبك،
وبعض شَعرك الأبيض،
كأنه يشعر بغربتك،
يَستقرؤها من عينيك،
يُسارعك بالحديث،
بكلمات عن المستقبل،
عن الرَّبيع،
عن الأمَل،
عن البَحر،
الذي أصبح بلون السّماء،
عن الشاطئ
الذي
ما عاد ذاك الشّاحب البَعيد،
عن السّهل،
ذاك الذي استحمّ بأشعّة الشّمس هُناك،
عن بَساتين الزّهر،
ومَساكب النعناع،
كأنه لا يريدك ان تنساه،
بل يُناجيك،
كأنه يقول:
لا تدع قلبي يَخبُو في اغترابك،
أو تدع صوتي يَخفى في احتضار،
خافتاً يردده الصدى،
والمسَافات،
فوق البحَار،
والأمَل بأن تعود،
لتلتمع الأمَاني
فتكُون كالعَصَافير،
تُزقزق،
تَملأُ سَمعي،
تُوقظ قلبي
على غير العَذابات،
فتتأملك أعمَاقي من جَديد،
ها قد عرفت كلّ الاسرار،
وعرفت انك وحدك
تصنع الوطن!
* هيفاء نصّار - أوتاوا، كندا
تعليقات: