أتي في طليعة التعاونيات الفاعلة في منطقة النبطية «التعاونية الزراعية العامة في عربصاليم» التي نشأت عام 2001
تختزن منطقة النبطية العديد من الجمعيات والتعاونيات الزراعية التي تعمل قدر الإمكان وضمن إمكانياتها المتوفرة، لكن عملها يعاني من مشكلات كثيرة ومتشعبة تجعل إنتاجها خجولاً ومتواضعاً، وذلك يعود لأسباب عديدة يأتي في طليعتها غياب الفكر التعاوني بين الأشخاص والجماعات وحلول الفكر الفردي مكانه، وعدم تطور قوانين العمل التعاوني من قبل الدولة والجهات المعنية، والإبقاء عليها قديمة العهد ولا تتواكب مع طبيعة هذا العمل في العصر الحاضر.
هذا إضافة لغياب وسائل الدعم والحماية، لتمكين هذه التعاونيات من منافسة القطاع الخاص، وغياب التسليفات المصرفية ذات القروض الميسرة للتعاونيات، في ظل إقفال مصرف التسليف الزراعي للتعاونيات والمزارعين، وحاجة هذا القطاع للجهد والتعاون والمتابعة والمثابرة والعمل التطوعي والتنسيق الدائم بين التعاونيات والبلديات والوزارات المعنية والجهات المانحة، لتأمين المشاريع التنموية والزراعية وتمويلها، كذلك مشكلة تصريف الإنتاج الزراعي الذي لا يتم سوى من خلال المعارض الموسمية والسوق المحلية والمغتربين، بسبب عدم سعي وزارة الزراعة لفتح الأسواق الخارجية أمام هذه المنتجات أو المساعدة على تسويقها في مختلف المناطق اللبنانية وحمايتها من المنافسة الأجنبية، لما فيه الحفاظ على مصلحة العاملين في القطاع التعاوني في لبنان.
«تأتي في طليعة التعاونيات الفاعلة في منطقة النبطية «التعاونية الزراعية العامة في عربصاليم» التي نشأت عام 2001 بهدف خدمة أعضائها وتنمية قدراتهم الاقتصادية والفنية , والعمل على تسويق الإنتاج الزراعي، وخلق فرص العمل للشباب»، يقول رئيس التعاونية المهندس قاسم حسن. ويشير إلى أن «الجمعية تركز في عملها على قطاعات عدة بعد دراسة مستفيضة لها وهي: قطاع المواشي والدواجن والأشجار المثمرة والخضار وتربية النحل وتقديم الدعم للمزارعين والبرامج الإرشادية والعلف المدعوم، والمساهمة في المعارض الموسمية لتسويق إنتاج التعاونية، والدورات التدريبية وتحصين الماشية وتوزيع الأدوية والمبيدات الزراعية».
ويلفت حسن الانتباه إلى «تزويد التعاونية بمختبر لفحص نوعية زيت الزيتون وجمع صفائح الزيت من المزارعين بالتعاون مع وزارة الزراعة وتسليمها للجيش اللبناني، كما توجد في التعاونية معصرة للخروب وهي نادرة جداً في المنطقة، وتنتج مواصفات جيدة من دبس الخروب إضافة للجفت الناجم عن عملية العصر، ولديها معمل لتجفيف جفت الزيتون».
تعاونية التصنيع
وإلى جانب التعاونية الزراعية العامة في عربصاليم، توجد في البلدة «الجمعية التعاونية للتصنيع والإنتاج الزراعي في عربصاليم» وقد تأسست عام 2005 من خلال دورة تدريبية للنساء على كيفية التصنيع الغذائي وحفظ المواد الغذائية من دون مواد حافظة، بالتعاون مع جمعية الشبان المسيحية التي أنشأت المبنى والبلدية التي قدمت الأرض المناسبة بحسب رئيسة التعاونية آمنة نذر. وتوضح نذر أن «الهدف من إنشاء الجمعية التعاونية كان مساعدة النساء ذوات الدخل المحدود، وتنمية قدراتهن الاقتصادية، وزيادة معلوماتهن وخبراتهن في التصنيع الغذائي الذي يشتمل في التعاونية على المربيات على أنواعها والكبيس والمكدوس والزيتون والعصائر والمقطرات والزهور والمكسرات ودبس الرمان والحبوب الخضراء والملوخية والزعتر وغيرها».
ويرى رئيس «الجمعية التعاونية الزراعية العامة في جباع» محمد غملوش أن أهداف الجمعية تتمثل في تحسين أوضاع المزارعين، والتخفيف من الأعباء المادية التي يتكبدونها وتزويدهم بالنصوب وتأمين الحراثة لمزروعاتهم وشق الطرق الزراعية، وكل ذلك تؤمنه المعدات الزراعية للتعاونية التي حصلنا عليها بعد حرب 2006 من خلال مجلس الإنماء والإعمار.
ويطالب رئيس «الجمعية التعاونية الزراعية في يحمر الشقيف» ناصر عليق وزارة الطاقة والمياه بتزويد مشروعي مياه الري من الليطاني ومعصرة الزيتون بمحطتي كهرباء لحاجتهما الماسة لهما، وللتخفيف عن كاهل المزارعين والجمعية أكلاف المحروقات التي يتكبدونها لتشغيل المحطات الخاصة بهما، لافتاً إلى تعاون الجمعية مع وزارة الزراعة والبلدية ووزارة الشؤون الاجتماعية ومجلس الإنماء والإعمار والـ UNDP والوكالة الألمانية للتعاون الفني ومؤسسة جهاد البناء الإنمائية وغيرها، وقد أثمر هذا التعاون مساعدات عينية من النصوب والأدوية الزراعية والمرشات والمساعدات الإرشادية وغيرها التي قدمتها الجمعية للمزارعين».
تعليقات: