الكاتبة هيفاء نصّار
...ثمة شيء غريب قد حصل استذكرت معه كل الأمس، كل الماضي الذي عاشته في الوطن.
...رحلت سويعات عن الوجود، وفي أعماقها شيئاً فشيئاً كانت تتجمد الآمال، اختلط حنينها بالذكريات، ذرفت الدموع، بكت الألم، ومن عينيها انسحبت ثم عادت اشراقة الأمل، لعلّها احسّت ببرودة أو بقشعريرة اسمها البعد عن الأوطان.
...أخذت تستذكر تلك الصور القديمة تبحث في حناياها عنه مرمريات،عن رموز تترجم الوطن.
...منذ زمن راودتها جملة افكار، تساءلت معها عن سر هذا الزحف الغريب، وخيّل اليها ان شعوباً معذبة تزحف الى شعوب مطمئنة تنشد الامان، أساس بقاء الأوطان، لا دافع يدفعها الى هذا الزحف، الا سوء الحال وعدم الاستقرار، وشدّة تعاسة الأيام.
...رسمت تلك الصور وتراجم الأحلام غير آبهة بكل هذا الظلام، وكتبت مثل طفلة صغيرة، لا تخاف الأيام، كأنها اغوتها للكتابة ألاف الأقلام، أو كأنها حرّرت كلماتها منذ آلاف الأعوام.
*** *** *** *** ***
يا سليل أرض الحضارات،
ووريث كل الرسالات،
يا حفيد أدونيس وعشتروت،
يا من جُبلت روحه بكل الطموح،
وأضافتها جمالاً كل المواهب،
يا من امتزجت أحلامه برعشات انتظار لاهفة،
لنهار مشرق يرسم الدرب الجديد،
عنوانه الأرض والبشر،
صلّ من جديد حتى تنفتح كل أبواب الغفران،
وهلمّ بنا لنبني معاً لبنان.
هيفاء نصّار
تعليقات: