خنازير تمّ اصطيادها في قاطع حاصبيا (طارق أبو حمدان)
تفاقم تفاقماً ملحوظاً خطر الخنازير البرية على القطاع الزراعي في مناطق حاصبيا، مرجعيون والعرقوب، فباتت تهدد جدياً المواسم الزراعية الصيفية، وتحرم المزارعين من جني ثمارها وتسويقها، ما زاد من معاناتهم ورفع من خسائرهم، في ظل النكسات المتتالية التي يتعرّض لها هذا القطاع.قطعان الخنازير استفادت من قرار منع الصيد في المنطقة الحدودية، والذي حدّ من ملاحقتها واصطيادها، لتجد في هذه الربوع فسحة من الأمن والأمان، جعلتها تتكاثر بسرعة وبشكل غير مسبوق، باتت تتواجد بكثافة على شكل قطعان، تسرح وتمرح في السهول المزروعة بمختلف انواع الخضار، وكروم العنب والبساتين المشجرة بالفاكهة المتعددة، تلتهم ثمارها وتخرب محتوياتها، ملحقة أضراراً فادحة في هذا القطاع الزراعي، لترتفع معها فاتورة خسائر المزارعين، الذين باتوا عاجزين عن مواجهة غضب الطبيعة، والكساد وغزوات الخنازير المتصاعدة.
مزارعو هذه المنطقة، تحدثوا عن أضرار فادحة، تتسبب بها موجات الخنازير اليومية، التي باتت على شكل قطعان، يتراوح تعداد كل منها ما بين 10 الى 30 خنزيراً، تمضي ساعات الليل الطوال، في تهشيم الأشجار المثمرة، لا سيما الدراق والكرز والتفاح والليمون ودوالي العنب. تلتهم ثمارها وتكسر أغصانها، كما تفعل على ما يشبه حراثة حقول الخضار، لا سيما البندورة والخيار والملفوف والقرنبيط واللوبياء، في سهول الماري، المجيدية، سردة ووادي الحاصباني، وصولاً الى قرى الخلوات وميمس ومرج الزهور. هذا الواقع المرير الذي يضرب المواسم الزراعية في عز قطافها، دفع بالمزارعين الى أخذ المبادرة في التصدي لظاهرة الخنازير المؤذية، والتي كبدت القطاع الزراعي المزيد من الخسائر، بحيث لجأ هؤلاء الى اتخاذ تدابير وقائية لحماية أرزاقهم، وقتل اكبر عدد ممكن منها، كدس نوع من السم في حقولهم، نصب فِخاخ ضخمة من الحديد لاصطيادها، إضافة إلى ملاحقتها خفيةً بالأسلحة الرشاشة، بمساعدة كلاب مدربة، بعيداً عن مناطق انتشار القوى الأمنية وقوات «اليونيفيل» الدولية. إلا أن هذه التدابير، حسب المزارع حمود، «محدودة الفعالية وغير ناجعة، لا سيما انها لا تطال سوى نسبة قليلة من هذه القطعان، التي استوطنت في أحراج هذه المنطقة بأعداد كبيرة، فالمطلوب، يضيف، اهتمام جدي لمطاردتها من قبل الجهات المعنية زراعية وبيئية وعسكرية».
العديد من هواة الصيد استفادوا من تكاثر الخنازير، ووجدوا فيها فرصة سانحة لممارسة هواياتهم، إضافة للاستفادة المادية، بحيث باتت تجارة الخنازير رائجة في القرى الحدودية، ويتراوح سعر الخنزير الواحد ما بين الـ100والـ150 دولاراً حسب وزنه، حيث هناك فئة كبيرة من العائلات الجنوبية، تفضل لحم الخنزير على غيره من اللحوم، باعتباره خالياً من ضرر علف المقويات.
تعليقات: