في زمن النزوح.. ماعز ودجاج لاستمرار العيش

دخلت العائلات السورية النازحة الى مخيم مرج الخوخ في قضاء مرجعيون على خط تربية المواشي بغية تأمين الاكتفاء الذاتي بعدما نفدت المدخرات
دخلت العائلات السورية النازحة الى مخيم مرج الخوخ في قضاء مرجعيون على خط تربية المواشي بغية تأمين الاكتفاء الذاتي بعدما نفدت المدخرات


مرجعيون ـ

في رحلة البحث عن مقومات استمرار العيش في خيم تضم أكثر من 150 عائلة سورية، والى جانب ابتكار الحلول للكثير من المشكلات التي واجهتهم شتاء، ومنها استخدام البلاستيك والأحذية البالية وقودا للتدفئة، دخلت العائلات السورية النازحة الى مخيم مرج الخوخ في قضاء مرجعيون على خط تربية المواشي بغية تأمين الاكتفاء الذاتي بعدما نفدت المدخرات، فإذا بالماعز والدجاج والبط وغيرها تسرح على العشب الوفير، وكل الأمل بأن يكفي البيض والحليب واللحوم حاجة أولادهم وبالتالي بعيدا عن شظف العيش وعذاب النزوح وتبعات تراجع المساعدات المحلية والدولية.

ومن معاناة ام نور الذياب من ريف حلب، والتي حملت اولادها الـ12 الى لبنان لتجنبهم المذابح المخيفة في سوريا، ومعها زوجها الذي فقد وظيفته وممتلكاته، تعلمت العائلات أن الأجر اليومي لن يكفي في ظل مؤشرات على طول مدة النزوح، فكانت الخطوة الاولى بثلاثة رؤوس من الماعز ربتها أم نور لتجر السبحة في المخيم ويصبح لكل عائلة رزقتها، تحكي أم نور:» تنتج الماعز الثلاث يوميا حوالى خمسة ليترات من الحليب وهذا يكفي اولادنا واحفادنا ويؤمن لهم غذاء صحيا وسليما، في ظل الظروف المادية الصعبة التي نعيشها، ولاسيما أن المساعدات الدولية والمحلية تراجعت كثيرا، وتكسرت الخيمة ومُنعنا من اعادة بنائها ما اضطرنا الى السكن مع ولدنا البكر في خيمة واحدة والذي لديه خمسة اولاد«.

ولدى سؤالها عن البط الذي يرعى قرب الخيمة، تقول ام نور ان «البط يعود لصاحب الأرض التي نقيم عليها، ونحن نشكره كثيرا لأنه سمح لنا بالإقامة فيها من دون مقابل، لذلك يقوم ابني بتربية البط له دون مقابل«.

ومثل حالها يربي ابو احمد، من ادلب ولديه خمسة أولاد، الدجاج في قنّ صغير بناه بجانب الخيمة التي يقيم فيها لتأمين البيض البلدي لأولاده، يقول: «فرص العمل ضيقة جدا والمساعدات شحّت كثيرا، وهو لا يحتاج الى الكثير من العناية«.

تعليقات: