\"في ساحة القرية\" لوحة فنية رائعة بريشة الفنان الدكتور يوسف غزاوي
لا تزال رحلتنا مع الخيام ممتدة الى آفاق المعرفة، آفاق معرفة البلدة. نتعرف من خلالها على تسمية البلدة و نتجول معها بين مجموعة من الاقاويل حول هذه التسمية والتي لا يزال اسمها يحمل عبق التاريخ وتراث اصيل، كاشفاً جانباً من التراث اللبناني العريق.
ان المتأمل لجدران بلدة الخيام يغبطها لما امتلكته من اسرار باحت بها للباحث والفنان التشكيلي المتألق الدكتور يوسف غزاوي وهو يحدثنا في كتابه غرنيكا الخيام في لمحة عامة عن تسمية البلدة فيقول:
" جاء على موقع الأنترنت wikimapia.org بخصوص تاريخ الخيام وتسميتها - ومنها أمور أصبحت معروفة لكثرة تداولها بين الأهالي - ما يلي: " لقد جاء في التوراة أنّ يعقوب نقل ماشيته وأهله الى شمال فلسطين، وأقام في سهل الخيام، وأجدادنا القدماء كانوا يقولون: انّ الخياميين الأوائل سكنوا الناحية الشرقية من مرج الخيام فهاجمهم النمل الطيّار المعروف بالنمل الفارسيّ وآذاهم فهجروا بيوتهم وأقاموا في المرتفعات الشرقية - موقع الخيام الحاليّ - ونصبوا هناك خياماً أقاموا فيها، وعبر الزمن تصدّعت بيوتهم البدائية وخربت، فأصبح ذلك المكان يُعرف منذ ذلك الحين الى الآن بالخرايب، وعُرف المكان الجديد الذي انتقلوا اليه في المرتفعات باسم الخيام. ومعلوم انّ موقع الخيام اليوم، والمواقع المجاورة للخرايب على امتداد السهل، كان قديماً مسرحاً لأحداث تاريخية وحروباً كثيرة... وتعاقبت عليه شعوب وقبائل وجماعات وجيوش متعدّدة في حقب تاريخية مختلفة، فربما يكون قد خيّم بعضها، أو أكثرها، هناك لسبب من الأسباب فاشتهر المكان باسم الخيام، ثمّ تداوله الناس على مرّ الزمن، فاتخذه الخياميون الأوائل اسماً لمكان سكناهم."
ويضيف الدكتور يوسف غزاوي في كتابه غرنيكا الخيام _ جدارية الوطن المشاغب_ في لمحة عامة عن تسمية البلدة فيضيف:
" ومن الدلائل على ما نقول، ما ورد في كتاب الروضتين في أخبار الدولتين لعبد الرحمن اسماعيل المقدسي، المتوفي سنة 665 هجري (1266م) في حديثه عن اجتماع الفرنج مدة مقام السلطان صلاح الدين الأيوبي على مرج عيون لمحاصرة شقيف أرنون...يقول الكاتب في أكثر من موضع في كتابه...ووصل الخبر الى المسلمين فأدركوهم، ووقفوا على الشهداء وقبورهم، وجاؤوا الى أيبك - أحد مماليك السلطان وقوّاده - فوجدوا فيه الروح، فنقلوه الى الخيام...وفي مكان آخر يقول:...رحل السلطان الى بانياس ومنها الى مرج عيون فخيّم به...وأمر بتحويل الخيام الى ظهر الجبل بسبب وخم المرج...ويقول في مكان آخر: عندما نزل السلطان على تلّ القاضي وخيّم على سطح الجبل أخذ يحث جنده على الجهاد وينادي فيهم بالاسلام...فركب الناس وباعوا أنفسهم الجنة...فانحدروا الى المرج وساروا حتى أشرفوا على الفرنج. وهذا يدل على انّ الموقع الذي اتخذه الخياميون الأوائل اسماً لبلدتهم، كان قديماً مكاناً للتخييم، وهذا ما نودّ الاشارة اليه، والتأكيد عليه ".
ويضيف المؤلف: "ونحن لا نعلم بالتحديد نشأة الخيام الأولى كبلدة، ومتى كان تاريخ الاقامة فيها بالضّبط، لكن، من مطالعنتا، نعرف انّ الخيام كانت مسكونة منذ سنة 1349م. والدليل على ذلك اشارة تلميذ الشهيد الأول المقداد السيوري الى انّ تقي الدين الخيامي ارتدّ عن مذهب الامامية في زمن الشهيد الأول محمد بن مكي العامليّ. والشهيد الأول متوفي سنة 1384م كما جاء في كتاب خطط جبل عامل في الحديث عن بلدة الخيام. ونقرأ أيضاً انً الخيام كانت مسكونة قبلاً، أي منذ 649 سنة، والدليل على ذلك ما ورد في احدى مخطوطات العلامة الشيخ ابراهيم يحيى العامليّ....".
تجتاز الخيام ولا تجتاز الخيام وهي افول زمن بكامله، فهنا في حضرتها تلمس اصالة البناء. فالخيام بكل جمالياتها راحة من التعب، وقوة حضور في ابعاد الملل. تلك هي الخيام.
مصدر العمل: د. يوسف غزاوي، غرنيكا الخيام ..جدارية الوطن المشاغب، دار مكتبة البصائر للطباعة والنشر، بيروت 2013.
الدكتور يوسف غزاوي في أحد معارضه الفنية التشكيلية
الخيام بريشة الفنان الدكتور يوسف غزاوي
تعليقات: